لا حديث هذه الأيام في معتمدية الرقاب إلا عن الشخصين اللذين توفيا مؤخرا في سوريا أثناء اقتحام مطار حلب بسوريا بعد اشتباكات مع الجيش السوري والتي راح ضحيتها 132 شخصا. المعطيات التي تحصلت عليها «الشروق» أثناء زيارتها منطقة المطلق مقر سكنى احد المجاهدين تفيد أن عبد الله الكامل أم هاني (29 سنة) هو أحد قتلى هذه الحادثة في سوريا، وهو متحصل على الأستاذية في الإعلامية كان قد حوكم ب15 سنة سجنا على خلفية مشاركته في أحداث سليمان في العهد السابق وتمتع بالعفو التشريعي. السيد الكامل أم هاني ولد وترعرع بمنطقة «المطلق» التابعة لمعتمدية الرقاب ودرس بالمدرسة الابتدائية بالمطلق ثم التحق بالمعهد الثانوي بالرقاب أي واصل تعليمه الثانوي قبل أن يلتحق بولاية سوسة أثناء فترة دراسته في التعليم العالي وبعد الثورة التونسية تمتع بالعفو التشريعي العام حيث واصل دراسته العليا ليتحصل على الأستاذية في الإعلامية.
وحسب ما يتداوله الأهالي في مدينة الرقاب فان عبد الله الكامل كان قد ترك وصية يتداولها إلى حد الآن بعض سكان المنطقة مفادها انه سيذهب إلى سوريا للجهاد وانه «سيعود بعد ذلك وان لم يعد فانه سيموت في سبيل الله».
كل من التقتهم «الشروق» أكدوا أن اختيار ‹الكامل أم هاني» للجهاد في سبيل الله ربما يعود إلى إيمانه بالجهاد في سبيل الله باعتبار أن ظروفه الاجتماعية ميسورة وهم يعتقدون أن أبواه ليسا على علم بما أقدم عليه وإلا لكانا منعاه من الذهاب إلى سوريا. كما يروج انه اختار الانضمام إلى جبهة النصرة السورية التي تقاتل جنبا إلى جنب مع الثوار بسوريا منذ فترة ما يزيد على الشهر أين لقي حتفه في حادثة اقتحام مطار حلب بسوريا.
وأما الثاني فيدعى طارق الجلالي في العقد الرابع من عمره متزوج وله ابن، وهو صاحب مدرسة تعليم سياقة السيارات في ولاية المنستير من أصيلي منطقة الزيتونة التابعة لمعتمدية الرقاب عرف منذ صغره بحبه للرياضة.
ووفق ما أفاد به مقربون له فان عملية إعلام العائلات كانت بواسطة مكالمة هاتفية من سوريا تلقاها احد المقربين منهما. وحسب آخر المعطيات فان هناك محاولات من عائلتي الفقيدين للحصول على صور الجنازة التي دفنا خلالها يوم الثلاثاء بعد أن تم ربط قنوات الاتصال مع جبهة النصرة السورية إلا أن هناك أطرافا حالت دون ذلك لأسباب ربما ستكشف في الأيام القادمة وهو ما خلف حالة من الاستياء لدى عائلتيهما.
ومن جانب آخر تتزايد مخاوف أهالي سيدي بوزيد بعد تواتر الأخبار الوافدة من سوريا والتي تفيد أن نسبة كبيرة من قتلى معركة المطار في مقاطعة حلب بسوريا من تونس.
ذا وقد خلفت هذه الحادثة ردود أفعال مختلفة من بعض السياسيين بالجهة، حيث اعتبروا أن هناك عمليات تجييش للمشاعر من طرف أطراف سياسية معينة تدعو شباب تونس إلى الالتحاق بالحرب في سوريا باعتبارها جهادا في سبيل الله وان مثل هذه العمليات ستدفع شباب الثورة إلى الدخول في نفق مظلم.