أخيرا كشفت نتيجة التحليل الجيني التي أجريت على العينات المأخوذة من الجثة المستخرجة من ضريح لاعب النادي الصفاقسي والمنتخب الوطني لكرة القدم سابقا المرحوم محمد علي عقيد مساء أمس أن الفقيد مات مقتولا. وبذلك تكون رواية الصاعقة التي روجت لها السلطات السعودية وبعض الشخصيات الرياضية التونسية لا أساس لها من الصحة. ويوجد لدى رياض عقيد نجل المرحوم ملف كبير يحتوي على وثائق خطيرة تتضمن معلومات في غاية من الأهمية وأسرار عن وفاة والده. هذا الخبر لم يكن مفاجئا لعائلة المرحوم وخاصة لزوجته مامية عقيد التي مازالت تحمل في مخيلتها كافة الملابسات والظروف التي حفت بجلب جثة زوجها في شهر أفريل سنة 1979 من المملكة العربية السعودية وسط صندوق مغلق تمت مواراة التراب عليها دون أن يتم السماح لأي شخص من مشاهدتها.
وكانت عائلة عقيد قد تقدمت إبان الثورة بشكوى لدى حاكم التحقيق بالمحكمة الإبتدائية بصفاقس لتحديد الأسباب الحقيقية لوفاة مهاجم المنتخب الوطني لكرة القدم سابقا، وبعد الاستماع للشهود الذين حضروا مراسم الدفن تم إعادة فتح ملف القضية والقيام بالإجراءات القانونية اللازمة من أجل تحديد علاقة الجثة بالمرحوم محمد علي عقيد في مرحلة أولى وتحديد أسباب الوفاة في مرحلة ثانية.
وكانت السيدة مامية عقيد قد فندت بقوة رواية السلطات السعودية التي تحدثت عن نزول صاعقة بملعب الحرس الوطني حيث كان يتدرب نادي الرياض الذي يلعب في صفوفه المرحوم محمد علي عقيد وأدت إلى مقتله بعد أن اخترقت كامل جسده جراء ارتدائه لقلادة ذهبية, ويأتي إصرار زوجة المرحوم على تكذيب الرواية بعد أن تأكدت أن هذه القلادة كانت سليمة عندما وردت عليها ضمن ثياب زوجها الخاصة من المملكة السعودية، كما أن محمد علي عقيد قد خاطبها هاتفيا مساء نفس اليوم الذي أعلنت فيه وسائل الإعلام التونسية والسعودية خبر مقتله.
ويذكر أن السيدة مامية قد تعرضت للتهديد بالتصفية الجسدية من طرف البوليس السري عندما بدأت رحلة البحث عن حقيقة وفاة زوجها خلال العهد البورقيبي. وفي سنة 2003 حاول أحد الأطراف الديبلوماسية شراء ذمة أرملة المرحوم بتقديم مساعدة مالية بقيمة 12 ألف دينار. غير أن كل المحاولات الرامية إلى طمس حقيقة وفاة المرحوم قد باءت بالفشل وانتظرت عائلة عقيد 34 سنة كاملة للكشف عن سر وفاة لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم والنادي الصفاقسي سابقا.
وقد تباينت المواقف إزاء هذه الحقيقة المدوية ، حيث أكد رياض عقيد نجل المرحوم ل«الشروق» أنه لن يتراجع عن الدفاع عن حق والده وسيرفع قضية لدى المحاكم الدولية ضد كل المتورطين من قريب أو من بعيد في هذه الجريمة النكراء التي حرمته حنان الأبوة منذ سنوات عمره الأولى وأثرت سلبيا في معنويات كافة أفراد أسرته وسيكشف رياض عن مزيد من التفاصيل والحقائق المثيرة في الأيام القليلة القادمة.