كان آخر لقاء لحمادي الجبالي مع حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وقد يكون أول لقاء يعقده رئيس الحكومة الجديد مع حسين العباسي أيضا... ذلك أن الاتحاد العام التونسي للشغل كان محور الفعل السياسي قبل وبعد 14 جانفي 2011. كان حمادي الجبالي رئيس الحكومة المستقيل يدرك ذلك الدور الكبير للاتحاد لذلك اختار أمينه العام ليكون من بين القليلين الذين أعلمهم بقرار الاستقالة قبل التوجه نحو قصر قرطاج دون أن ينسى «الجبالي» ان اتحاد الشغل من أول من دعم مبادرته لتكوين حكومة «تكنوقراط»..
موقف
الآن وقد غادر حمادي الجبالي الحكومة ليتفرغ للعمل داخل حزبه كأمين عام لحركة النهضة تساءل البعض عن موقف الاتحاد من رئيس الحكومة الجديد. ليس الاتحاد العام التونسي للشغل معنيا بتقديم موقف من الأشخاص لكنه معني بالتوجهات والبرامج.
لكن للإتحاد العام التونسي للشغل طيلة الأشهر الماضية قصة مع وزارة الداخلية وبيّن الأمين العام حسين العباسي وعلي العريض وزير الداخلية كانت هناك اتصالات «ساخنة» ومكالمات كثيرة. فالاتحاد تعرض في اضراب أعوان البلديات الماضي إلى هجومات بالفضلات وتعرض إلى حرق لمقراته وكان آخرها تعرضه لهجوم بمناسبة احياء ذكرى اغتيال الزعيم المؤسس الشهيد فرحات حشاد وبلغ الأمر إلى حدّ اعلان الاضراب العام لأول مرة منذ 26 جانفي 1978وفي كل هذه الأحداث كان وزير الداخلية هو رئيس الحكومة علي العريض.
وحتى نكون أكثر صراحة ودقة فإن الكثير من النقابيين لم يكونوا راضين في تلك الأحداث عن أداء وزير الداخلية الذي تعرض في عهده اتحاد الشغل لأعمال عنف بارزة.
لكن الوضع يختلف الآن فالوزير أصبح رئيس الحكومة وفي فترة حساسة جدا وسيكون تعامله مع الاتحاد العام التونسي للشغل وفق نظرة أخرى مختلفة عن نظرته من موقعه السابق.
ترقب
لقد نجحت قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل في أن تكون على نفس المسافة مع كل الأحزاب السياسية واعتبرت أن اختيار رئيس الحكومة الجديد أمر يهم حركة النهضة والمتحالفين معها فتعاملها مع الحكومة الجديدة سيكون وفق الملفات المطروحة ووفق برامج العمل التي ستنتهجها حكومة علي العريض.
مبادرة
لكن الاتحاد العام التونسي للشغل لا يزال يتمسك إلى الآن بمبادرته للحوار الوطني وفق أرضية تجمع كل الفرقاء السياسيين للوصول إلى وضع خارطة طريق واضحة وانقاذ البلاد من حالة الاحتقان التي تعيشها.
وحتى عندما أعلن اتحاد الشغل دعمه لمبادرة حمادي الجبالي قبل الاستقالة فقد كانت وفق مبادئ وشروط أولها حل لجان حماية الثورة وقيام الحكومة بدورها كاملا في حفظ الأمن.
الآن وزير الداخلية المسؤول الأول عن حفظ أمن البلاد أصبح رئيسا للحكومة وسيجد أمامه تلك الشروط التي قدمها الاتحاد لسلفه حمادي الجبالي...