احتضنت مدينة صفاقس مؤخرا ندوة حول التنمية بالولاية ساهم في إعدادها كل من الإدارة الجهوية للتنمية وشركة الدراسات وتهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس وجمعية بيت الخبرة وجامعة صفاقس. هذا فضلا عن الجمعية للتنمية المستدامة والمعهد العربي لرؤساء المؤسسات إلى جانب اتحاد الصناعة والتجارة ووكالة النهوض بالصناعة والتحديد ومركز أعمال صفاقس والقطب التكنولوجي وكذلك بلدية صفاقس والمندوبيات والإدارات الجهوية والعمادة الجهوية للمهندسين بصفاقس.
فحوى المداخلات
توزعت المداخلات حول جملة من المواضيع لعل أبرزها تحسين القدرة التنافسية للسيد خليل كريشان، تنمية اقتصاد المعرفة للسيد عزالدين بوعصيدة، تأهيل وتطوير القطاع الفلاحي للسيد خالد الحشيشة وتلا هذه المداخلات نقاش عام تم على إثره افتتاح الحصة الثانية التي اتصلت مواضيع مداخلاتها لتحسين ظروف العيش للسيد كمال الحلواني وتطوير اللوجيستيك حول النقل والمرور للسيد أحمد المصمودي إلى جانب تطوير الفضاء العمراني للسيد محمد قويدر.
وتتميز صفاقس بموارد بشرية ذات كفاءات ومهارات عالية وأيضا نسيج صناعي متنوع هام ونشيط وحركية تجارية بارزة وقطاع فلاحي هام يساهم في الإنتاج الوطني وكذلك قطاع صناعات تقليدية متطور ومقومات هامة لبناء اقتصاد المعرفة.
وإلى جانب كل هذا تشهد مدينة صفاقس منظومة تكوين مهني متطورة ومتنوعة ومركز استقطاب للخدمات الصحية وكذلك شبكة هامة من المرافق الأساسية وقطب بترولي هام إلى جانب أنها تضطلع ب22٪ من الصادرات التونسية.
عوامل ضعف
جملة من العوامل السلبية تركزت بمدينة صفاقس أثرت في نمائها على امتداد السنوات الأخيرة كان من أبرزها سياسات التهميش والتعطيل التي تعرضت لها الجهة من قبل السلط المركزية خلال العقود الأخيرة وقد أدى كل ذلك إلى تراجع دورها الاقتصادي وإشعاعها على محيطها الوطني والإقليمي وهذا الاقتصاد ظهر جلي من خلال التأخير المتواصل في إنجاز المشاريع الكبرى التي تطالب به الجهة إلى جانب تدهور الوضع الطبيعي والبيئي والنمو العشوائي للنسيج الحضاري. كما تميز الوضع بمدينة صفاقس بتركيز مشط للطاقات الاقتصادية والتجهيزات الجماعية بالمدينة ونمو غير متوازن للسكان. وبرز أيضا تفشي حالات الفقر والتهميش وقلّة فرص التشغيل بالمناطق المحرومة والأقل حظا بالولاية. رغم توفر ولاية صفاقس على منتوج فلاحي قابل للتحويل مثل أنواع الصناعات الغذائية وإمكانية تحسين للوضع السيء بعد غلق مصنع «سياب» ويتوفر بها أيضا مؤسسات جامعية ومراكز بحث متحفزة للتعاون مع المؤسسات الاقتصادية إلى جانب توجه متزايد للنهوض بالمناطق الداخلية للولاية.
الملتقى وأهدافه
رسم الملتقى جملة من الأهداف الاستراتيجية الرامية إلى تطوير مجالات التنمية بالولاية على المدى القصير والمتوسط والبعيد من أبرزها: استغلال الثروات الطبيعية والثقافية والطاقات البشرية حتى تتمكن الجهة من النهوض والمساهمة في النهوض بالاقتصاد الوطني. اقتراح جملة من المشاريع الاستراتيجية الكبرى يمكن التفكير في دراستها وإنجازها على مراحل حتى تسترجع الجهة جاذبيتها وقدرتها على التنافسية ومكانتها كقطب إقليمي متطوّر.