علمت «الشروق» من مصادر أمنية مختلفة ان هناك تخوفات جدية من تعمّد جماعات متشددة اخفاء كميات هامة من الأسلحة والذخيرة داخل احياء بالعاصمة وضواحيها وبعض الولايات الكبرى تزامنا مع ما شهدته هذه الجهات من عمليات تخريب اثر جنازة الشهيد شكري بلعيد وما رافقها من تغييب للجهاز الأمني وحضور لافت لأطراف «أخرى» قامت بتعويض مهمة رجل الأمن. وتجدر الاشارة الى أنه يومي 8 و9 فيفري الجاري عاشت احياء شعبية معروفة بالعاصمة وضواحيها وكذلك ولايات كبرى في داخل الجمهورية مثل صفاقس حضورا لعصابات ومجموعات اجرامية بالمئات من المنحرفين قاموا بمهاجمة المقرات الأمنية في هذه الجهات في مرحلة أولى، ثم عمدوا الى الاقتحام والاعتداء على ممتلكات خاصة مثل الفضاءات والمحلات التجارية، وهو ما فسح المجال لنزول أطراف أخرى الى الشارع وبصفة خاصة خلال ساعات الليل بدعوى حماية تلك الممتلكات وبدأت تلك الاطراف تقوم ب «عملها» على نفس الشاكلة التي يقوم بها الجهاز الرسمي سواء من ناحية التحرك أو «تمشيط» مختلف أنهج وشوارع تلك الاحياء.
وبحسب مصادر أمنية ميدانية وملمّة فإنه من المرجح جدا أن كمية الأسلحة التي تم تخزينها بمستودع بالمنيهلة في منطقة آهلة بالسكان والاجوار دون أن ينتهبوا الى ذلك تزامنت مع تخوفات السكان من عمليات التخريب وملازمتهم منازلهم. وفي ذات الاطار فقد حذّرت مصادرنا من تعمّد تكرار نفس واقعة المنيهلة بأحياء أخرى بالعاصمة وضواحيها وولايات كبرى في داخل الجمهورية على اعتبار أن النظرية الأمنية العادية تفترض استبعاد اخفاء الأسلحة داخل المناطق الحضرية والآهلة بالسكّان.
كما علمنا أن الجهات الأمنية المختصة كثفت من تقصّي ما ورد عليها من معلومات في كنف الحرفية العالية... ومن المرجح جدا ان قادم الايام ستأتي بأنباء عن نجاحات أمنية جديدة سيما والأخطر أن السلاح أضحى الشاغل الأكبر للرأي العام في تونس لما فيه من خطورة على أمن البلاد.