هبّ مئات المواطنين والفنانين والاعلاميين والسياسيين صباح أمس إلى مقر قناة «الحوار» لشراء المعدنوس مساندة لها وقد وصل معدل البيع إلى ما يقارب ال 1500 «ربطة معدنوس» الذي تراوح سعرها بين ال 20 وال 50 وال 100 دينار. لم يكن المرور من شارع الحرية صباح أمس الخميس سهلا على رواده بل توقفت حركة المرور من أول الطريق وحتى آخره فقد إستجاب الشعب إلى نداء قناة الحوار لمساندتها في أزمتها المالية وإن كانت هذه الحركة رمزية فإن المواطن التونسي كان في الموعد للتبرع من أجل الكلمة الحرة وحتى لا تصمت قناة الحوار على حدّ تعبير البعض ممن أرادوا المساندة.
مساندة للإعلام الحرّ
وهذه الحركة تأتي على خلفية سخرية بعض المنتمين إلى حركة النهضة من صاحب القناة الطاهر بن حسين عندما دعوه إلى بيع البقدونس لتجاوز الضائفة المالية التي تمرّ بها القناة فاستجاب بين حسين إلى الفكرة. وفي تصريحه ل «الشروق» أكد أنه سعيد بهذا اليوم العظيم الذي عبر فيه المواطن التونسي عن حماسه ووعيه ومساندته للإعلام الحرّ مقابل سلطة تسعى إلى قمع حرية الاعلام والعمل بسياسة بن علي وأضاف صاحب قناة الحوار أن الأزمة المالية التي تمر بها القناة تعود إلى انسحاب المستشهرين استجابة إلى التعليمات الفوقية.
سياسيون وإعلاميون في الموعد
ولم يفوّت السياسيون والاعلاميون والفنانون فرصة مساندة الاعلام التونسي الذي يعيش اليوم في حالة صراع بين السلطة ونواميسها وهذه المهنة وأخلاقياتها وقد حضر عضو المجلس التأسيسي إياد الدهماني الذي يشرف على عملية البيع بنفسه وأكد أن حضوره يعني مساندة للكلمة الحرّة وحضر حمة الهمامي وعميد الصحافيين شوقي الطبيب ومحمد بنور (التكتل) وخميّيس قصيلة (نداء تونس) وكمال الجندوبي... ومجموعة من الاعلاميين والفنانين والمثقفين وشيوخ الزيتونة.... فالشعب التونسي حضر أمس بجميع إنتماءاته السياسية والحزبية والفكرية من أجل مساندة «الاعلام الحرّ». وبالرغم من أن ثمن البقدنوس في السوق أمس الخميس بلغ 300 مليم إلا أن التونسي اشتراه ب 20 دينار كحد أدنى فهناك من دفع مبالغ هامة لحمل بعض أوراق البقدونس وكان سعيدا بهذه المبادرة عله يشارك في رفع يد السلطة على الاعلام.
شعارات معادية للنهضة و«زغاريد»
كما حضرت الزغاريد والشعارات على غرار «اعلام حرّ قضاء مستقل» «المعدنوس وفا والنهضة لا» «قناة الحوار أحرار أحرار».. «الحوار الحوار حتى يسقط الحمار»... وفي الجانب الآخر وقف بعض شيوخ الزيتونة الذين حضروا على عين المكان وأكدوا مساندتهم لحرية الاعلام. وقال رئيس حزب العدل والتنمية وعضو الجبهة الاسلامية محمد صالح الحدري أنه مع التنوع في الاعلام لكن لا بد من الالتزام بأخلاقيات المهنة والنقد البنّاء حسب تعبيره.
الفلاحون مع «الحوار»
حملة البقدونس ساندها أيضا فلاحو منوبة الذين تبرعوا ب 3 شاحنات بقدونس إلى قناة الحوار مجانا مؤكدين دعمهم للإعلام والاعلاميين وحرية الرأي والتعبير.
«الظلف» يواجه البقدونس
وفي الجهة الأخرى وقف بعض الملتحين يحملون «الظلف» أو ما يعرف بالتين الشوكي في مواجهة لحملة البقدونس ولتعكير فرحة نجاح هذه البادرة لكن الحظ لم يساندهم بل ان المعلومات التي وصلتنا حتى كتابه هذه الأسطر أن حصيلة بيع البقدنوس وصلت إلى ما يقارب ال 100 ألف دينار وهو ما يعكس حجم نجاح هذه الحملة. هاته الهبة الشعبية لمساعدة قناة الحوار تفند مقولة إعلام العار وتؤكد وعي الشعب التونسي بأهمية حرية الاعلام ومساندته له حتى يسير قدما في دفاعه عن حق الرأي والتعبير والصمود أمام سلطة تريد تركيعه.