تتواصل عمليات البحث والتمشيط في المناطق الحدودية المتاخمة لولاية جندوبة أملا في الوصول إلى المظنون فيه المتهم باغتيال الشهيد شكري بلعيد. قوات الخاصة للحرس الوطني مدعمة بوحدات من الجيش الوطني أخذت على عاتقها تأمين عمليات البحث التي تتواصل بشكل يومي وتنطلق استنادا إلى مجموعة من المؤشرات المتعلقة أساسا عبر عمليات رصد تقوم بها أجهزة مختصة حسب ما أفادت به «الشروق» مصادر أمنية مطلعة.
اتساع رقعة البحث
وتفيد المصادر ذاتها أن عمليات البحث شملت بالخصوص عددا من المناطق الجبيلة الوعرة انطلاقا من منطقة «حليمة» الحدودية وصولا إلى منطقة «الغرة» الحدودية أيضا وذلك استنادا إلى عمليات رصد ليلية.
وقد اتسعت رقعة البحث والتمشيط فجر أمس وكامل يوم الأربعاء لتشمل جبال الطويرف وساقية سيدي يوسف من ولاية الكاف دون الوصول إلى أي نتيجة تذكر ليتواصل الغموض حول مصير المتهم بقتل الشهيد شكري بلعيد وفي قراءة أولية لعملية البحث نشير إلى أن المتعارف عليه في عمليات البحث التي تقوم بها الوحدات الأمنية دائما تتجه نحو التقليص من رقعة البحث غير أن ما سجّل في قضية الحال من عمليات إذا يفيد العكس حيث اتسع مجال البحث شيئا فشيئا حيث انطلق في البداية من منزل عائلة المتهم ومنزل عائلة والدته ليشمل عددا من المناطق الحدودية المتاخمة لمعتمدية غار الدماء ليتسع المجال فيما بعد منطقة الطويرف وساقية سيدي يوسف من ولاية الكاف.
معطيات جديدة
ولئن تبذل القوات الخاصة للحرس الوطني مجهودات مضنية للقبض على المشتبه به في اغتيال شكري بلعيد فإن عددا من عمليات المداهمة التي قامت بها لم يكن موجها للبحث عن المتهم وإنما كان في إطار البحث عن أسلحة تم رصدها من طرف أعوان الأمن وتشير مصادر أمنية مطلعة أن وحدات الحرس الوطني تمكنت من حجز قطعة سلاح لدى أحد سكان منطقة الصرية التابعة لمعتمدية غار الدماء. المصادر ذاتها تؤكد أن مداهمة منزل والد المتهم ومنزل والدته يدخل أيضا في إطار البحث عما يمكن أن يخبئه المتهم من اسلحة قد يتم ايجادها أو هي محض سراب يتلاشى كما بات مكان المتهم يتلاشى يوما بعد يوم.
تساؤلات مشروعة
لئن صنفت قضية الاغتيال في خانة القضايا السياسية فإن ما رافق مجريات البحث من سرية مطلقة وغموض تام في بداية التحقيق حول اغتيال شكري بالعيد بات أمرا مكشوفا بالعودة الى الندوة الصحفية التي عقدها وزير الداخلية علي العريض عبر الاعلان عن اعتقال ثلاثة من المشتبه فيهم في المشاركة في اغتيال الفقيد شكري بلعيد واعلان رابعهم موضوعا للبحث. يبقى التساؤل مطروحا حول الجدوى من القيام بعملية تشخيص الأحداث مع غياب الفاعل الاصلي في الجريمة هذا فضلا عن المسألة لا تزال في طور الاتهام ولم يتم بعد اثبات الجرم على المتهمين به.