يعد السوق اليومي للبيع بالتفصيل بمعتمدية رأس الجبل من أبرز الوجهات التجارية للأهالي وزوار جهة بنزرت على حد سواء... وبين هذا وذاك يبقى المستهلك ما بين سندان البحث عن الأسعار الشعبية ومطرقة مغريات الجودة. «الشروق» زارت السوق اليومي للبيع بالتفصيل في راس الجبل حيث صادفت زيارتنا يوم الخميس المتزامن بدوره مع السوق الأسبوعية المنتصب بقلب المدينة . وكانت الحركية هامة بمحيط وأروقة السوق العارضة لمنتوجات من خضر وغلال واللحوم الحمراء واسماك ودواجن... وحيث كان الإقبال متنوعا مابين أهالي المنطقة ومن الضواحي على غرار عوسجة وصونين وغار الملح وحتى من العاصمة ومن أصيلي الولاية المقيمين بالخارج.
السيدة حواء بن حامد من منطقة الماتلين وجدناها بأحد أروقة هذه السوق أوضحت أنها وعائلتها تحافظ منذ سنوات على اقتناء ما تحتاجه من مقتنيات أساسية من خضر وغلال من هنا وهي قبلة مختلف متساكني هذه المنطقة وحتى من الضواحي ومن العاصمة لاسيما مع نهاية الأسبوع حيث تكتظ السوق بالزوار مشيرة أن ابرز ما يجعلها وفية لمثل هذه الفضاءات في التسوق الجودة والنكهة المخصوصة لما يعرض من منتوجات رغم أن السوق الأسبوعي أكثر شعبية في الأسعار أحيانا كبرى. وغير بعيد عنها لاحظت السيدة أسيا نويرة من منطقة صونين ان النكهة وتوفر المعروضات الفرشك ابرز ما يجعلها تنتقل بشكل دوري الى هذه السوق للتزود ولاسيما وان بعض المعروضات تبقى من المنتج الى المستهلك على اعتبار ان الفلاحة من موارد رزق وتقاليد عدد من الأهالي بمثل هذه المنطقة . وعن مدى توازن قفة الزوالي هنا أوضحت ان غلاء الأسعار يبقى أمرا واقعا بعد الثورة بعد ان سجل ارتفاعا في اغلب المواد الاستهلاكية بصفة عامة ولتنزف القفة اليومية رغم شعبية بعض الأسعار جيب الزوالي. السيد محمد المطوي الذي وجدناه على بوابة السوق محملا رفقة زوجته ببعض المقتنيات وهو المقيم بالخارج عبرا عن إقبالهما المتواصل لاقتناء«الفرشك» و«الباهي» على حد تعبيرهما من هذا الفضاء كلما قضى عطلة بأرض الوطن معتبرا ان الأسعار هنا تظل متوسطة نوعا ما وقريبة لرغبات كل الشرائح الاجتماعية. أما السيدة حياة الحيدري من منطقة عوسجة موظفة فاعتبرت ان ما يشدها لهذه السوق هو «جودة المعروضات ويبقى لكل قدير قدره في تحديد سقف القفة وتكلفته التي تتسم بالشطط في بعض المواد الأساسية». بالمقابل وفي حديثنا لعدد من الباعة وأصحاب المحلات بالسوق شدد السيد زياد برايس ان الاقبال رغم تقلص الموارد جراء الانتصاب الفوضوي الذي أطل برأسه مع الثورة يظل هاما نوعا ما لاسيما مع نهاية الأسبوع حيث تتنوع شريحة الحرفاء القادمين من معتمديات الجهة ومن العاصمة وضواحيها حيث يبقى السر توفر الفرشك على مدار اليوم او بالأحرى الاسبوع حد تعبيره. وهو تقريبا ذات الموقف الذي عبر عنه الحريف عماد الذي لم يستثن غلاء قفة المواطن التونسي البسيط حتى برحاب هذه السوق كوجهة أساسية للتبضع ليشير ان السر في توفر الأجود والطازج على مدى ساعات اليوم الواحد . وفي موقف متقارب من المسألة شدد السيد حبيب مكشاح صاحب محل لبيع الخضر والغلال الى ان من أسرار محافظة السوق على حرفائها توفر الحاجة الباهية والفرشك منها منتوجات اصيلة من راس الجبل على غرار الورقيات والبكورات الخضراء الفرشك منها الڤنارية. وبدوره اوضح السيد لسعد السويسي صاحب محل لبيع اللحوم الحمراء على ان الإقبال تراجع نوعا ما خلال الفترة الأخيرة رغم محافظة السوق على انه وجهة اساسية لتزود الاهالي وسكان من راس جبل الى بنزرت فالعاصمة وغيرها من المناطق بالخضروات والغلال وحتى اللحوم حيث تتراوح الاسعار هنا مابين 12 دينارا و(15 دينارا) للكيلوغرام الواحد من اللحم الأحمر. وتوفير قدر المستطاع على مدار اليوم الواحد حاجة باهية وفرشكة على اعتبار أحيانا الفلاح هو المربي والعارض من أبناء المنطقة حد تعبيره. أما عن المشاغل التي تعيق أحيانا السير الطبيعي للعمل هو غياب الصيانة لأروقة السوق حيث يبقى المجهود الابرز هنا لاصحاب المحل في ظل تقلص دور البلدية حد وصفه مشيرا الى وضعية الأسقف التي «تقطر فوق الرؤوس» والى الوضعية المتعلقة بالبنية التحتية والنظافة لفضاءات منها دورات المياه بالسوق. ذات المشاغل تقريبا عبر عنها السيد شكري الجزيري صاحب محل لبيع الأسماك حيث يبقى تنظيم وضعية الانتصاب الفوضوي مطلبا لاسيما مع غزوه لمختلف المعروضات الأساسية بالسوق من اسماك وخضر وغلال مقابل التزام صاحب المحل بخلاص معاليم الاستلزام او الكراء البلدي بصفة دورية. كما توقف المتحدث عند حاجة التدخل للعناية بالأسقف بهذه السوق البلدي ومنه بالبنية التحتية وسط السوق حيث تنشر برك المياه بشكل متدرج كلما هطلت قطرة من السماء.