«قسما بسحر عيونك الخُضر...» غنّتها ماجدة الرومي، كريمة الفنان حليم الرّومي، بكل معاني الإحساس.. وبدون تمثيل... ولا تقمص لأي دور.. اعتلت مسرح قرطاج أول مرة صائفة عام 1980.. أحبّها التونسيون وتحوّلت الى فنّانة قرطاج التي لا يستقيم المهرجان دون أن تغنّي وتطرب... ماجدة الرومي ليست فنانة تستبدل البسمة والمجاملة بالدولار... وهي ليست فنّانة تلبس القناع بمجرد أن تطأ قدماها مطار تونسقرطاج الدولي. بل هي امرأة حرّة.. عربية.. لها فيض من الإحساس.. تعيش على نبض الشعب من المحيط الى الخليج...
ماجدة الرومي، حبتنا في تونس بتصريح جريء. مليء بالتقدير والحب الصادق.. لقد بوّأتنا كتونسيين مكانة «الصدارة» وكانت تعني ما تقول، فبدون تملّق اعتبرت «ماجدة الرمي» أن التونسيين ما فتئوا يحتلّون الصدارة وأن الشعب العربي يعيش شتاءً عاصفا، في انتظار الربيع الحقيقي... ورصدت أن الشعب التونسي الذي عرفته وخبرته، عصيّ عن الأسر...
شكرا ماجدة الرومي، لقد وصلت رسالتك.. الى قلوب التونسيين جميعا... لم يكن في كلامك تصنّع.. ولا تملّق.. أحسسنا بصدقك وبمساندتك لحريتنا.. وهي بالضرورة، واذا حققناها فإنها ستكون من نصيب كل العرب...
ماجدة الرومي مسّتنا في الصميم.. أبكتنا.. وأخجلت البعض منّا.. فقد بيّنت من خلال الحوار الذي بثته القناة اللبنانية مساء السبت المنقضي أنها تعرف الشعب التونسي أكثر من بعض التونسيين...
قالت إن شعبنا في تونس لا يمكن أن يفرّط في حريته.. وأنه شعب طلائعي، لا يرتضي غير الصدارة.. فمنحتنا بذلك جرعة «أوكسيجين».. وشحنة من استعادة الثقة بالنفس...
شكرا ماجدة الرومي على رسالتك الرقيقة تجاه شعب تونس... تونس التي تغنّى بها الوالد حليم، وأكملت أنت المشوار...
فأقسمتما بسحر عيون تونس... تونس، توأم لبنان... وقرطاج توأم صور... لأن قائدتهما واحدة: علّيسة عندنا وإليسار عندكم... شكرا «ماجدة الرومي».. لأنك كشفت مرة أخرى أن الفنان الملتزم الذي يعيش على وقع آمال شعبه ليس ذاك الذي يغنّي نصّا ملتزما فيه كلمات تحثّ على النضال... ثم يكون الانفصال بين المغنّي او الفنّان والشعب... بل هو الذي لا يقطع حبل الوصل... فيعيش هموم الشعب الذي أحب ذاك الفنان وبوّأه المكانة التي توّج بها الشعب التونسي «ماجدة الرومي» كلما أطلّت علينا فوق ركح قرطاج...
شكرا ماجدة الرومي فقد بيّنت أنّك بيننا... وأنك مصرّة على أن تكوني معنا.. حين قلت في «آل بي سي» LBC أنك مستعدة للغناء والتواصل مع شعب تونس في أي فضاء... مهما كان... حتى على قارعة الطريق... ماجدة مستعدة للغناء لتونس وفي تونس وللتونسيين.