في اعلان حرب «عربية» على دمشق أجازت الجامعة العربية تسليح المعارضة السورية من طرف الدول الراغبة في ذلك فيما فتحت دمشق النار ضد المنتظم العربي متهمة اياه ب«خيانة» ميثاقه الأساسي. وأجازت جامعة الدول العربية «لمن يرغب» من أعضائها في تسليح ميليشيات «الجيش الحر».
هيئة تنفيذية
ودعت الجامعة في بيان لها، عقب اجتماع لوزراء الخارجية، «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» الى تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في القمة العربية بالدوحة المقرر عقدها يومي 26 و27 من الشهر الحالي، الى حين اجراء انتخابات تفضي الى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة في سوريا. وزعم اجتماع وزراء الخارجية أن الائتلاف المعارض هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري والمحاور الأساسي مع جامعة الدول العربية، وشدد على أهمية مواصلة الجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي للأزمة السورية مع التأكيد على حق كل دولة وفق رغبتها في تقديم كل وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر. وفي ذات السياق قال أعضاء في الائتلاف الوطني السوري المعارض – الذي تشكل في العاصمة القطرية الدوحة- أمس الخميس ان الائتلاف سيجتمع في اسطنبول يوم الثلاثاء لانتخاب رئيس حكومة مؤقتة. وقال عدة اعضاء بالائتلاف في عمان انه تم اتخاذ القرار بعد أن سحب رياض حجاب رئيس الوزراء السابق وأرفع مسؤول مدني ينشق عن النظام السوري منذ اندلاع الانتفاضة ترشحه. وكان حجاب المرشح الأبرز لهذا المنصب لكنه واجه معارضة من أعضاء اسلاميين وليبراليين بالائتلاف لصلته السابقة بالنظام الحاكم.
في المقابل , استنكرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في بيان لها موافقة وزراء الخارجية العرب على الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري ودعوته لتشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سورية في الجامعة ومنظماتها. وقالت الوزارة السورية في بيانها: «امعانا في خرق ميثاق جامعة الدول العربية والخروج على نظامها الداخلي .. قام مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري باتخاذ قرار يعطي لطرف محدد في المعارضة السورية دأب منذ بداية الأزمة على استدعاء التدخل العسكري في سورية بأي ثمن ولو على حساب دم الأبرياء من الشعب العربي السوري مقعد سورية في جامعة الدول العربية ». واتهمت الوزارة في البيان الصادر الليلة قبل الماضية الجامعة العربية بالانحياز « لصالح جهات عربية واقليمية ودولية تستحضر التدخل العسكري الخارجي في الأزمة وتعرقل أي حل سياسي يقوم على الحوار الوطني ».
وتابع: «جامعة الدول العربية باتت رهينة الموقف السياسي المنحاز لدول خليجية بعينها (قطر والسعودية) وبالتالي لا يمكن أن تكون طرفا يسهم في الوصول الى حل سياسي حقيقي للأزمة في سوريا .. ومن هنا فان الجمهورية العربية السورية تؤكد على موقفها الثابت والرافض لأن يكون للجامعة في ظل سياساتها المنحازة والسلبية أي دور أو تمثيل في أي خطة أو جهود دولية تسعى الى حل سلمي للأزمة في سوريا ». وأكدت أن «مواقف الجامعة وبعض الدويلات العربية لن يثني الحكومة السورية عن الاستمرار في التعاون الايجابي مع الجهود الدولية البناءة ولا عن الاستمرار في ممارسة واجبها ودورها الوطني في فرض الأمن والاستقرار وسلطة الدولة في أنحاء البلاد».