أكدت واشنطن أمس رغبتها الأكيدة في التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا عبر مفاوضات مباشرة بين النظام والمعارضة في مؤشر واضح عن إسقاطها شرط إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد. اعتبر جون كيري وزير الخارجية الأمريكي ان تشكيل حكومة انتقالية في سوريا لا يتطلب فقط ان يغير الرئيس السوري بشار الاسد من حساباته، بل والتوصل الى توافق أكبر بين القوى المعارضة له.
طاولة مفاوضات
وقال كيري في مؤتمر صحفي مع نظيره النرويجي اسبين بارت إيدا أمس «نريد ان يجلس الأسد والمعارضة السورية الى طاولة المفاوضات بغية تشكيل حكومة انتقالية ضمن الاطار التوافقي الذي تم التوصل اليه في جينيف»، معيدا للأذهان ان اعلان جينيف «يتطلب موافقة متبادلة من قبل الطرفين لتشكيل الحكومة الانتقالية».
وبحسب قول كيري « هذا ما نسعى اليه.. والتوصل الى هذا الأمر يتطلب ان يغير الرئيس الأسد الحسابات لكي لا يظن انه يستطيع اطلاق النار الى ما لانهاية.. كما يجب ايضا ان تجلس الى طاولة المفاوضات معارضة سورية مستعدة للتعاون.. نحن نعمل على هذا وسنستمر في العمل». وأشار الى ان الولاياتالمتحدة تستمر في الضغط على المعارضة السورية لتأمين وحدة صفوفها، معتبرا ان المعارضة تدافع عن «حقوق الشعب السوري».
مساع فرنسية وروسية
وتأتي تصريحات كيري عقب كشف باريس عن مساع مع موسكووواشنطن من اجل تحديد مفاوضين يمثلون النظام السوري يمكن ان يتحاوروا مع المعارضة حول حل للازمة المستمرة منذ سنتين.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في كلمة امام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية «خلال الاسابيع القليلة الماضية عملنا معا على فكرة لم تتحقق بعد تقضي بإعداد لائحة بمسؤولين سوريين تكون مقبولة من الائتلاف الوطني السوري المعارض.
المعارضة تعقب
وفي تعليقه على هذا الإعلان الفرنسي، قال وليد البني الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض إن الائتلاف لا يمانع في الحوار مع ممثلين لنظام بشار الأسد، طالما أن الحوار سيبدأ بعد تنحية الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي تصريحات هاتفية خاصة لمراسل «وكالة الأناضول»، أبدى البني ترحيب الائتلاف بالمساعي الفرنسية الأمريكية بالتعاون مع روسيا، التي كشف عنها وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، طالما أنها ستراعي المحدد الأساسي الذي وضعه الائتلاف لأي حوار وهو تنحية رئيس النظام السوري بشار الأسد قبل بدئه. ورفض تحديد الأسماء التي قد تكون مقبولة من جانبهم للحوار، وقال إن «هذا أمر سابق لأوانه».
وتابع: «نتفق أولا على تنحية الأسد قبل بدء الحوار ثم نتحدث بعد ذلك في الأسماء». حسب زعمه. وحول رفض أطراف دولية أن يكون الحوار مع النظام «مشروطا»، من قبل الائتلاف، بدعوى أن ذلك ضد مبادىء التفاوض، أضاف البني «نحن لا نتفاوض على قطع أرض أو شركة، نحن نتفاوض لتحقيق أهداف ثورة، بعد أن دفع 100 ألف مواطن حتى الآن حياتهم ثمنا لها، وهجر 5 ملايين مواطن سوري منازلهم» دائما وفق تعبيره.