عرفت جهة جندوبة خلال اليومين الماضيين موجة من البرد الشديد المرفوقة بكميات مهمّة من الأمطار وتساقط الثلوج بالمرتفعات الجبلية لعدد من مناطق الجهة. كميات الأمطار التي تهاطلت على جهة جندوبة تراوحت بين 20 و40 ملم وهي أمطار مهمّة للفلاحة التي تعد أبرز نشاط بالجهة مما أدخل البهجة والسرور في قلوب الفلاحين وهي أمطار حسب أهل الاختصاص «ذهب خالص».
ارتفاع منسوب الوديان وبرك مياه بالمدن
الأمطار على أهميتها عجلت بارتفاع منسوب مياه الأنهار وروافدها خاصة الأنهار الكبرى التي عادة ما تشكل خطرا على الجهة وهي مجردة ملاق بوهرتمة تاسة مع أنها لا تشكل خطرا من ناحية الفيضانات .
كما تسببت هذه الأمطار في انقطاع الطرقات ببعض الجهات نذكر هنا الطريق الرابطة بين الدخايلية ومدينة وادي مليز بسبب فيضان وادي مجردة وكذلك بين قرية ورغش ومدينة غار الدماء بسبب وادي المشماش .
هذا وأمام تراكم كميات الأمطار ظهرت برك للمياه بعدد من الأحياء والأنهج والطرقات ويأتي هذا الوضع في ظل عجز البالوعات عن احتواء وصرف الكميات الكبيرة من المياه وهو نفس الوضع الذي ينطبق على الحقول والأراضي بعديد المناطق التي ظهرت بها هي الأخرى برك من المياه سواء وسطها أو بحواشي الطرقات والمسالك الريفية .
الثلوج تغطي قمم الجبال
الثلوج هي الأخرى كانت حاضرة بالمرتفعات الجبلية وبكميات متفاوتة وصلت حد 15 ملم بمنطقة الغرة من معتمدية غار الدماء وقد كانت هذه الثلوج حاضرة بمرتفعات عين دراهموغار الدماء وبلطة بوعوان وتسببت في انقطاع الطرقات الرئيسية والفرعية وعديد المسالك وتسببت في عزلة عديد التجمعات السكنية الريفية واستوجبت كذلك تدخلات من طرف اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث والحماية المدنية من خلال اعادة الحركة المرورية لعديد الطرقات والمسالك التي غزتها الثلوج وقد تم في مدينة عين دراهم تخصيص ثلاثة فرق انقاذ تابعة للحماية المدنية وتم التدخل في أكثر من طريق بين فرعي ورئيسي وتم استعمال الماسحات والكاسحات والجرافات وقد أمكن بكثير من الجهد والتضحية فك عزلة عدد من التجمعات وانتشال عدد من السيارات العالقة . كما تم التزود في اطار الاحتياطات ب 10 أطنان من الملح الغذائي لاستعمالها لاذابة الثلوج وتيسير الحركة المرورية بالطرقات .
برد شديد وتهافت على وسائل التدفئة
التقلبات المناخية رافقها انخفاض كبير في درجات الحرارة مما عجل باستنجاد المواطنين بوسائل التدفئة العصرية منها والتقليدية وقد لوحظ تهافت كبير على النفط وأجهزة التدفئة هذا اضافة لتهافت على الفحم .
العوامل المناخية وعلى قساوتها وما خلفته من بعض الأضرار فانها حملت بين ثناياها تأكيدات على حالة الاستعداد والجهوزية للجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وخاصة في التدخلات القياسية لفرق الحماية المدنية وكذلك لفريق الطوارئ التابع للشركة التونسية للكهرباء والغاز وكذلك مصالح التجهيز والفلاحة والغابات والبلدية وخاصة بمدينة عين دراهم أين يتم التركيز على تخليص هذه المدينة من كل ما من شأنه أن يعطل الحركة المرورية ويسبب كوارث انسانية لا قدر الله.