نظم مؤخرا فوج الكشافة بدار شعبان الفهري بالتعاون مع جمعية أحباء المكتبة والكتاب يوما احتفاليا تضمن عدة أنشطة على غرار عرض صور لمختلف أنشطة الفوج منذ انبعاثه سنة 1947. هذا فضلا عن إلقاء مداخلات من قبل مختصين في المجال حول تاريخ الحركة الكشفية التونسية.
هذا النشاط الذي احتضنته المكتبة العمومية بدار شعبان الفهري يندرج ضمن احتفالات الكشافة التونسية بمرور 80 سنة على انبعاثها (10 مارس 1933) وسجل حضور كل من القائد العام للكشافة التونسية علي فتح الله والدكتور محمد ضيف الله أستاذ التاريخ بجامعة منوبة ومؤلف كتاب «الزنابق الحمراء والحركة الكشفية التونسية» كما أثث أشبال الفوج الكشفي بدار شعبان هذا اللقاء ببعض الأغاني والصيحات التي تشتهر بها الكشافة بقيادة قائد الفوج جلال الدين محرز، وكانت مجموعة «التروبادور» بنابل حاضرة كذلك بقيادة الشاعر عدنان الهلالي الذين ساهموا بدورهم في هذه الاحتفالات من خلال بعض الأغاني التي عرفت بها المجموعة.
منطلق الاحتفالات كان بمعرض للصور لمختلف الأنشطة التي قام بها فوج دار شعبان منذ انبعاثه سنة 1947 وخصص الجزء الثاني من اليوم للمداخلات التي ألقاها كل من علي فتح الله القائد العام للكشافة التونسية ومحمد ضيف الله أستاذ التاريخ بجامعة منوبة ومن قدماء الكشافة. حيث أكد علي فتح الله على الدور الكبير الذي لعبته الكشافة التونسية في حركة المقاومة الوطنية التي شهدت استشهاد بعض الكشفيين واعتقال البعض الآخر، وقال أن عددا من الإطارات الكشفية تحملوا إبان الاستقلال مسؤوليات جسيمة صلب الدولة لما للكشافة من دور رائد في صقل لشخصية الفرد وتنمية قدراته الروحية والجسمية والاجتماعية وهي الأهداف العامة التي تضطلع بها هذه المنظمة.
ومن جانبه، تناول محمد ضيف الله بالطرح في مداخلته تاريخ الحركة الكشفية في تونس حيث أكد أن الكشافة عرفها التونسيون لدى الفرنسيين في ظل عهد الحماية، ومن هناك كان المنطلق حيث تعددت الحركات الكشفية على غرار «النجم الكشفي» و«الهلال الكشفي» وغيرها من الحركات الأخرى التي بدأت ترى النور رغم الحصار المضروب عليها وفي فترة الأربعينات نمت هذه الجمعيات وضمت العديد من الشبان كان للمنجي بالي الدور الكبير في تجميعها حيث استطاع توحيد كل من «الكشاف المسلم التونسي» و«الكشاف التونسي» حيث لم تصمد سوى 4 جمعيات فقط إلى حدود سنة 1952 التي تزامنت مع اندلاع حركة المقاومة الوطنية والتي كان فيها للكشفيين دور كبير في النضال ضد المستعمر مما أدى إلى استشهاد البعض واعتقال البعض الآخر ونتج عنه إيقاف نشاط الحركة الكشفية ولم تعاود نشاطها إلا بعد سنتين.
إلا أنه وفي سنة الاستقلال تواجدت كشافة وحيدة وهي الموجودة إلى حد الآن والتي تعرف بالكشافة التونسية. ودعا ضيف الله جميع الساهرين على الأفواج الكشفية إلى مزيد تأطير الناشئة واستقطاب أكبر عدد منهم لإعادة الإشعاع للكشافة التي عرفت بها سنوات خلت وإحياء لدورها الأساسي من خلال المساهمة في تنمية القدرات الروحية والجسمية والاجتماعية للشباب الكشاف.