رغم انسحاب سامي الطرابلسي من تدريب «نسور قرطاج» وتعويضه بنبيل معلول لم يتغير الكثير في المنتخب الوطني حسب ما أظهرته مقابلة أمس الأول ضد السيراليوني. أفلت فريقنا الوطني بشق الأنفس من كمين السيراليوني وكان جمهور المنتخب ليلة أمس الأول في رادس على موعد مع «غصرة» جديدة كادت تتحول إلى حسرة لولا براعة الحارس معز بن شريفية عندما أنقذ شباك منتخبنا من هدف محقق في الوقت البديل.
«بقيت دار لقمان على حالها»
دخل أبناء معلول لقاء أمس الأول بقوة وكنا نعتقد أن منتخبنا سيكشر أخيرا عن أنيابه وأنه جاهز لإكتساح منافسه المنكمش في مناطقه الخلفية لكن بمرور الوقت تأكد لنا أن فريقنا لم يتخلص من مشاكل العادة حيث انتظر حوالي ساعة (57 دقيقة) لهز شباك السيراليوني بعد أن عاش الصعوبات نفسها التي واجهها في الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة لكأس العالم أمام غينيا الإستوائية لما افتتح الضيوف النتيجة عن طريق «خوان رامون» قبل أن يعدل فريقنا النتيجة عن طريق عصام جمعة آنذاك في الشوط ثم حسم الحرباوي والهمامي النتيجة لمنتخبنا بهدفين آخرين وعانى منتخبنا الأمرين أيضا في الجولة الثانية ضد الرأس الأخضر وكلها مؤشرات تؤكد أن المدرب الجديد للمنتخب نبيل معلول لم يجد بعد الوصفة المثالية لوضع حدّ للعقم الهجومي الذي يعدّ السمة الأبرز في المقابلات الأخيرة لنسور قرطاج سواء في تصفيات المونديال أو «كان» جنوب افريقيا حيث فاز فريقنا بفارق هدف واحد أمام السيراليوني (21) والرأس الأخضر (21) والجزائر (10).
سيناريو النيجر يتكرر مع بن شريفية وحقي
للمرة الثالثة على التوالي يفشل فريقنا في المحافظة على عذارة شباكه في تصفيات كأس العالم حيث نجحت منتخبات غينيا الاستوائية والرأس الأخضر والسيراليوني في بلوغ شباك الفريق الوطني وتواصلت في لقاء أمس الأول ضد السيراليوني الأخطاء الفادحة للخط الخلفي للمنتخب حيث تمكن الضيوف من التسجيل بعد هفوة مشتركة بين كريم حقي والحارس بن شريفية وتذكرنا عملية الهدف بلقطة الخطإ الذي قام به أيمن المثلوثي وكريم حقي في «كان» 2012 في لقاء النيجر.
هل تسرع معلول في دعوة حقي؟
أصر معلول على دعوة كريم حقي إلى تعزيز المنتخب بعد أن كان مدافع هانوفر 96 اعتزل اللعب دوليا منذ حوالي 12 شهرا وكان معلول يعتقد أنه سيصعب إختراق دفاعنا من قبل الفريق المنافس في ظل الخبرة الكبيرة لحقي ولكن حدث العكس حيث قدم حقي مردودا متواضعا جدا في لقاء أمس الأول وهو ما يعني أن مدرب المنتخب يكون قد تسرع في دعوة هذا المدافع.
بين حقي والشاهد
قد يخفى على البعض أن سفيان الشاهد أكبر سنا من زميله في هانوفر 96 كريم حقي (الأول من مواليد عام 1983 والثاني من مواليد عام 1984) ومع ذلك فإن الشاهد أظهر امكانيات جيدة في لقاء السيراليوني دفاعا وهجوما على مستوى الجهة اليمنى وهي نقطة تحسب لنبيل معلول الذي قرر نفض الغبار عن الشاهد بعد غياب طويل عن فريقنا الوطني وربما يكون معلول بهذه الخطوة قد أوجد الحل الأنسب لمعضلة الخانة اليمنى.
برافو لميكاري
أثبت الظهير الأيسر لفريق سوشو الفرنسي ياسين الميكاري أنه ظلم من قبل «أهله وإخوانه» وتحديدا عندما تجاهل المدرب السابق للمنتخب سامي الطرابلسي في «كان» 2013 حيث قدم الميكاري في لقاء السيراليوني مردودا محترما سواء تعلق الأمر بالتغطية الدفاعية على مستوى الجهة اليسرى أو كذلك من خلال معاضدة الهجوم كما فعل في الدقيقة العاشرة من الشوط الأول عندما وزع بإتجاه يوسف المساكني وكان هذا الأخير قاب قوسين أو أدنى من تحويل توزيعة الميكاري إلى هدف.
عقلية إيجابية
يبدو أن معلول تمكن من زرع عقلية إيجابية في صفوف اللاعبين بمن في ذلك الاحتياطيون بدليل ما فعله محترف «باستيا» الفرنسي وهبي الخزري عندما زجّ به معلول في تشكيلة المنتخب خلال الشوط الثاني ونجح الخزري في إضافة الهدف الثاني إلى منتخبنا عن طريق مخالفة مباشرة وقد كان هذا الهدف حاسما في لقاء أمس الأول مع العلم أن الاطار الفني للمنتخب أصاب عندما اختار الخزري لتنفيذ المخالفة بحكم أن هذا اللاعب تعود على التسجيل بهذه الطريقة مع «باستيا» (ضد بوردو وباريس سان جرمان..)
ماذا أصاب جمعة؟
يبدو أن الهداف التاريخي للمنتخب عصام جمعة أصبح يشكل عبءا على «نسور قرطاج» حيث لم يقدم المطلوب أمام السيراليوني كما أن المنتخب الوطني افتقر في أكثر من مناسبة إلى خدمات هذا اللاعب بسبب تعدد إصاباته كما حصل في النسخة الأخيرة من كأس إفريقيا للأمم ونعتقد أن معلول سيراجع موقفه من اختياره لجمعة ليكون في التشكيلة الأساسية لفريقنا الوطني خلال المرحلة القادمة.
حجة واهية
أشارت بعض الأطراف إلى أن معلول يحتاج إلى الكثير من الوقت لبناء منتخب عنيد ونعتقد أنها جانب الصواب وذلك لعدة اعتبارات موضوعية أهمها أن مدرب المنتخب يعرف تقريبا كل اللاعبين الحاليين للفريق بحكم أنه سبق له تدريبهم عندما كان مساعدا لروجي لومار كما هو الشأن بالنسبة إلى كريم حقي وياسين الميكاري أو كذلك بالنسبة إلى لاعبي الترجي مثل الدراجي والمساكني والمولهي والتراوي وبن شريفية...ويعرف حتى بعض العناصر القادمة من أندية أخرى مثل طه ياسين الخنيسي (هذا اللاعب كان في صفوف الترجي).
أسماء مازالت في حاجة إلى من ينصفها
لئن أخذت عدة عناصر أمس الأول فرصتها بالكامل على غرار الدراجي والمساكني وحقي...وظفرت أخرى ب «نصف فرصة» مثل وسام يحيى وطه ياسين الخنيسي ووهبي الخزري فإن عدة أسماء كان بإستطاعتها إفادة الفريق في لقاء السيراليوني على غرار محترف «أفسي زوريخ» السويسري أمين الشرميطي الذي يعرف فترة انتعاشة قصوى مع ناديه لكن معلول خير أن يجلسه على بنك الاحتياطيين في مباراة أمس الأول .
عمل كبير ينتظر معلول
وعموما نعتقد أن معلول في حاجة إلى مراجعة حساباته على مستوى اختياراته حتى يكون أداء المنتخب أفضل في المرحلة القادمة خاصة أنه لا يعقل أن يفوز الفريق على منتخب متواضع مثل السيراليوني الذي يعد من منتخبات الصنف الثالث وربما الرابع في القارة السمراء بصعوبة كما حدث أمس الأول.