سهام بادي لا تمثّلني... ولا تمثّل أطفالي، حق الطفل موش مزيّة يا سهام يا نهضاوية، المرأة حرّة... حرّة وبادي على برّة... استقالة استقالة يا وزيرة العمالة... كانت هذه بعض من الشعارات التي نادى بها المواطنون والحقوقيون وعائلة الطفلة المغتصبة في روضة بالضاحية الشمالية (المرسى).
الأب يبكي
برز وسط الحشود الموجودة أمام وزارة المرأة صوت رجالي يصيح Dégage dégage... يا بادي dégage حرام عليك... ثمّ لم يتمالك نفسه عن البكاء بأعلى صوته إنه الأب الملتاع بلوعة ابنته المغتصبة «الملائكة» التي لم تتجاوز الثلاث سنوات. تمالك نفسه قليلا ليتحدث الى وسائل الاعلام بينما الدموع لم تأب إلا أن تنهمر مجددا وقال في تصريح ل «الشروق»: «تصوّري سيدتي ابنتي فقدت عذريتها وهي في الثالثة من عمرها، ابنتي اليوم تخاف كل الرجال حتى أنا والدها أصبحت تواجهني بعنف عندما اقترب منها، وفي المقابل وزيرة المرأة توجّه أصابع الاتهام الى العائلة الموسّعة بينما هم أبرياء من هذه التهمة البشعة مشيرا الى أنه الابن الوحيد في العائلة وأمّها كذلك ليس لها إخوة بمعنى أن الطفلة ليس لها أعمام ولا «أخوال» وعائلتهم صغيرة العدد فمن أين للوزيرة بمعلومة تورّط العائلة الموسّعة.
الأم منهارة
واكبت أم الطفلة المغتصبة الوقفة الاحتجاجية متحدية الحالة النفسية التي كانت عليها والشحوب الذي بدا على ملامحها. وفي حديثها ل «الشروق» التي كانت قد أجرت معها حوارا يوم الاحد الماضي قالت: «هذه الوزيزة يجب أن ترحل من الوزارة وقبل ان ترحل يجب ان تعتذر عن توجيه التهمة للعائلة الموسعة». وأضافت «إبنتي في حالة نفسية سيئة جدا فيما الروضة لازالت مفتوحة رغم أنها لا تملك ترخيصا وصاحبة الروضة لم تتعرّض الى التتبّع» وتساءلت «ما سرّ صمت الوزيرة عن الروضة الىحد الآن». وحضرت الجدة والخالة وبنات الخالات الوقفة الاحتجاجية. حيث أفادت الجدة ان صاحبة الروضة قالت لنا «اشكاو لكن الروضة لن تغلق». وأضافت ان جميع الأدلة ثابتة على الحارس كما أنه صاحب سوابق في الروضة وتحليل ADN أثبت تورطه في القضية. وأضافت أن الطفلة كانت تعود من الروضة ببعض الهدايا الصغيرة وكنا نسأل صاحبة الروضة فتجيب أنها لا تعرف عنها شيئا بينما كان الجاني يراودها عن نفسه ويقول لها ان اسمه أنس الكبير مستعيرا اسم أنس الصغير الموجود معها في الروضة.
غضب ونشيد وطني
أقارب الطفلة المغتصبة وخاصة بنات خالتها آمنة الجبالي ومريم الجبالي كانتا تصرخان بأعلى صوتهما أمام وزارة المرأة. تونسية حرة حرة وبادي على برّه... الرحيل الرحيل هزّ روحك واستقيل... فيما بقية الحاضرين يرددون نفس الشعارات. وانطلق الجميع في ترديد النشيد الوطني بينما كانت الأمطار تنزل مدرارا من السماء فكأنها تُعبّر عن سخطها وغضبها مما حدث.
جمعيات ومناضلات
وحضر ممثلو المجتمع المدني وحقوقيون وحقوقيات الوقفة الاحتجاجية ومن سليانة جاءت خميسة رزقي لتمثل جمعية نحبّك سليانة مرتدية لقميص كتب عليه نساء بلادي ونساء ونصف وخاطبت سهام بادي من أمام الوزارة رأسها الى الطابق الخامس أين تختفي الوزيرة في برجها العاجي من هتافات المحتجين مطالبين إياها بترك الوزارة والرحيل والاستقالة. واعتبرت خميسة أن وزيرة المرأة لا مكان لها في الوزارة لأنها لم تقدر على حل مشاكل المرأة والطفولة.
محاولة الدخول الى الوزارة
بعد طلب الرحيل وامتناع سهام بادي عن النزول الى حيث المحتجين أو احترام ماء الوجه ومغادرة الوزارة حاول المحتجون الدخول بالقوة بينما منعهم الحراس من ذلك.
دعوة على «الفايسبوك»
تمكن «الفايسبوك» من المساعدة على الوقفة الاحتجاجية بنشر طلب المساندة. وقالت صفية شيخاوي عضو برابطة الدفاع عن حقوق الانسان فرع بن عروس أن الوزيرة فشلت في ادارة الوزارة ورعاية المرأة والطفولة بداية بحادثة جرجيس أين حاول داعية خليجي تأطير فتياتنا الصغار لارتداء الحجاب وصولا الى هذه الحادثة الأليمة. وطالبت الوزيرة بالرحيل إن كانت تحترم نفسها ويكفي ما صرّحت به الى حد الآن من حماقات.