انطلقت يوم 25 مارس تظاهرة 24 ساعة مسرح في دورتها الثانية عشرة بمركز الفنون الركحية والدرامية بالكاف الذي يحتفل بمرور 20 سنة على احداثه بالتزامن مع اليوم العالمي للمسرح «الشروق» واكبت انطلاقة فعاليات هذه التظاهرة التي شهدت حضورا محترما للجمهور المتعطش للمسرح واستهلت التظاهرة بتربص في شكل ورشات مسرحية تعنى بالأداء تحت تأطير الايطالية «anna serlenga» ثم وفي حدود الساعة الرابعة مساء عقدت بالمركز ندوة فكرية تحت عنوان «المسرح والمدينة» وقع فيها التطرق الى الجذور التاريخية للمسرح مثلما هو الشأن في مداخلة الكاتب الصحفي لطفي العماري الذي اعتبر أن هناك تماهيا بين الخطاب السياسي والخطاب المسرحي بتماثل أركان الرسالة النصية في كلاهما والتي تفترض تواجد الباث والمتقبل أما الأستاذ الجامعي حمدي الحمايدي فاعتبر أن المسرح وليد تحولات مجتمعية وهو يستلهم المواضيع ويولد النصوص من العمق الاجتماعي ومن النسيج العلائقي داخل المدينة التي ولدت المسرح وباتت في حاجة اليه كنشاط ثقافي واقتصادي الشروق ولأخذ مزيد من المعطيات التقت بالسيد عماد المديوني مدير مركز الفنون الركحية والدرامية الذي أفادنا أن هذه التظاهرة التي تمتد على أيام 25 و 26 و27 مارس وتنفرد بقطعها مع المألوف بانفتاحها على جميع الفنون من مسرح وموسيقى ورقص وفنون تشكيلية وانفتاحها على فضاءات غير متعودة على استقبال عروض فنية كدار الكاهية ودار المسنين والسجن المدني بالسرس كما كان لدور الثقافة بكل من تاجروين ونبر والجريصة وساقية سيدي يوسف نصيب من هذه العروض ويضيف محدثنا ان لهذه التظاهرة علاقة بالوظيفة الاجتماعية والثقافية للمسرح وتموقعه في الوقت الراهن ولئن حافظت التظاهرة على تقليد ومفهوم 24 ساعة مسرح فان منطق التجاوز اقتضاه البحث عن الجدوى والنجاعة فتواصل العروض على مدى 24 ساعة متواصلة لم يحقق الأهداف المرجوة فى السنوات الفارطة لأن تقديم العروض في ساعة متأخرة من الليل يؤثر على التركيز ويسبب الارهاق ويحد من نسبة الحضور التي تصل في بعض الأحيان الى قاعات فارغة لذا ستكون التظاهرة هذه السنة على مدى يومي 26 و27 بداية من العاشرة صباحا الى العاشرة مساء أما عن العروض فعددها 30 كما أفادنا السيد عماد المديوني أن منها 16 عرضا مسرحيا ثلاثة عروض من كل من المغرب والجزائر و هولاندا وخمسة عروض موسيقية منها عرضان من كل من فرنسا وبلجيكيا اضافة الى عرضين للفداوي وإقامة ورشة مسرحية ايطالية تحمل عنوان «ارحل انتيقون لا تموت» اضافة الى ثلاثة عروض للتجليات وتتخلل هذه الأعمال عروض لتنشيط الشارع وتختتم التظاهرة وفق ما أفادنا به مدير مركز الفنون الركحية والدرامية بتكريم مجموعة من ممثلات الفرقة المسرحية الجهوية القارة بالكاف هذا وقد اشاد السيد عماد المديوني بما قامت به وزارة الثقافة من اعانة للمركز بعروض مدعومة ووسائل نقل كما تقدم بالشكر لقوات الامن التى سهرت على المحافظة على الامن وتواجدت بكل القاعات تقريبا
كما كان ل«الشروق» لقاء بالسيدة لطيفة القفصى ممثلة محترفة حيث قالت نحن نشارك فى تظاهرة كبيرة وتعودنا بها منذ انبعاث مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف وهذا حدث كبير جدا بالنسبة لنا نحن المسرحيين أما الأجواء التى عرضنا فيها فقد كانت جد ممتازة امنيا وجماهريا وشاركت فى مسرحية «حالة ايقاف» نص معز بن طالب والإخراج لصالح الجبالي ولطفي العكرمي. وعاشت الكاف خلال هذه التظاهرة المسرحية حركية كبيرة بدور العروض حضرها عدد كبير من المتفرجين كبارا وصغارا.
