تتجه أنظار جماهير الترجي والافريقي عشية اليوم إلى ملعب رادس والمؤكد أن جميع الأنفاس ستحبس إلى حدود الصافرة النهائية لدربي العاصمة الذي لن يخرج كالمعتاد عن إطار الاثارة والتشويق والتسابق والتلاحق في الأداء والنتيجة بين كتيبتين من النجوم بألوان هذا الفريق وذاك. «الشروق» في خضم هذه المواجهة الحاسمة وقبل انطلاق حوار الأقدام اختارت أن تضع اثنين من أبرز نجوم الدربي المرتقب ونعني بهما عبد المؤمن جابو هداف النادي الافريقي وهيثم الجويني هداف البطولة والترجي في ميزان الفني يوسف الزواوي لمعرفة خصال كل لاعب وميزاته الفنية.
جابو ...لاعب برتبة فنان
في حديثه عن مهاجم الافريقي يقول يوسف الزواوي : «أعتقد أن هداف النادي الافريقي إلى حدّ الآن عبد المؤمن جابو هو من أنجح الانتدابات التي قامت بها هيئة الفريق ولعله من أفضل اللاعبين الأجانب في بطولتنا من زاوية انتظام المردود وقدر الإضافة التي منحها للفريق خاصة للخط الأمامي وحساسيته كلاعب مؤثر لا غنى عنه في تشكيلة الإفريقي ويحسب للاعب «جابو» أنه لم يهدر وقتا كبيرا للتأقلم مع أجواء البطولة التونسية ولم يتأثر أيضا بغياب جماهير المدارج التي تعود عليها في البطولة الجزائرية. الجزائري جابو هو لاعب مميز جدا يمتلك كل الخصال الهجومية الواجب توفرها في من يشغل مركزه رغم قصر قامته خاصة اننا اعتدنا في الوافدين الأفارقة على بطولتنا البنية الجسمانية المميزة ويمتاز بذكاء كبير في التعامل مع الكرة حتى في المساحات الضيقة وسريع ومراوغ ماهر وله القدرة التكتيكية والفنية للتغلب على منافسه المباشر وينجح في كثير من الأحيان في استفزاز الدفاع ودفع المنافس إلى ارتكاب الخطأ عليه. هو فنان فوق الملعب رغم أنه لا يشارك في المنظومة الدفاعية لفريقه وكل مجهوده موجه إلى العمل الهجومي لا غير».
مهاجم بلا قيود
دائما في نفس الاطار يواصل الزواوي حديثه عن هداف الافريقي : «أظن أن عبد المؤمن جابو استفاد كثيرا من الحرية الكبيرة التي منحها اياه مدرب الافريقي نبيل الكوكي فوق الملعب فهو يشغل خطة مهاجم ثان للدعم والمساندة ونراه في عديد اللقاءات ينتقل في كل قطاعات الملعب وهي خاصية يعتمدها للافلات في أكثر الاحيان من الرقابة ثم لتنويع البناء الهجومي. إضافة إلى أن جابو يمتاز بالقدرة على تقسيط مجهوداته البدنية وتوزيعها على امتداد فترات اللقاء بالشكل الذي يجعله ناجعا في البناء الهجومي ومصدر خطورة متواصلة من بداية المباراة الى نهايتها ولا يمكن لأي منافس أن يتوقع ما سيفعله بالكرة كلما اقترب أكثر من منطقة العمليات».
انتداب على المقاس
ومن جهة أخرى أشار الزواوي قائلا : «يصحّ القول ان انتداب النادي الافريقي للاعب جابو كان حقا على المقاس لأن أسلوب هذا اللاعب يتماشى كثيرا مع طريقة لعب الفريق الذي يعتمد على الفرديات وهو ما تجسد كثيرا في التناغم والانسجام الحاصل بينه وبين بقية زملائه على غرار زهير الذوادي وماهر الحداد وسلامة القصداوي.
الجويني هداف شاب له خبرة الكبار
يمكن اعتبار المهاجم الشاب هيثم الجويني أحد أهم اكتشافات هذا الموسم بالنسبة الى اللاعبين الصاعدين وهو في الأصل مكسب حقيقي للترجي الرياضي الذي من المؤكد أنه سيستفيد منه أكثر في قادم المواسم مثلما سيستفيد منه المنتخب الوطني..و في الحقيقة ليس من السهل على لاعب شاب صاعد في خطواته الأولى ضمن فريق الأكابر أن ينفرد بترتيب أفضل الهدافين ويستطيع في وقت قصير أيضا أن يرسّم نفسه في التشكيلة الأساسية للترجي الذي يضم في رصيده البشري عديد المهاجمين الذين سبق لهم الاحتراف خارج الحدود وتقمّصوا ألوان المنتخب على غرار أحمد العكايشي اضافة الى مهاجم النجم سابقا لمجد الشهودي. ليس من السهل أيضا على لاعب شاب تنقصه خبرة لقاءات الأكابر أن يتسلّم نفس المهمة التي كان يشغلها مهاجمون من طراز عال لعبوا بألوان الترجي على غرار «يانيك نجانغ» و«مايكل اينرامو» ثم ينجح فيها الى حدّ الآن بامتياز وإقناع وهو في اعتقادي دليل على أن هذا اللاعب يمتاز بثقة كبيرة في النفس وفي إمكاناته.
مهاجم كلاسيكي ممتاز
هيثم الجويني على عكس جابو هو مهاجم كلاسيكي زاده الفني محترم، وبنيته الجسمانية تتلاءم وطبيعة المركز الذي يشغله، قوي في الصراعات الثنائية وماهر أيضا في الكرات الفضائية وفي التقاط الكرات والتوزيعات، يمتلك خصالا هجومية ممتازة وهو لاعب هداف يحسن التمركز في منطقة العمليات تزداد خطورته أكثر كلما كان قبالة المرمى أو تخلّص من الرقابة المباشرة.
حساسية كبيرة للتهديف
يمتاز هذا اللاعب بحساسية كبيرة للتهديف وهي خاصية يفتقدها عديد المهاجمين الذين تختلف نسبة النجاعة لديهم من لقاء الى آخر إضافة الى كونه من المهاجمين القلائل الذين يمتازون بالقدرة على حسن توظيف أنانيته الهجومية في التوقيت والمكان المناسبين وهو ما ساعده على تسجيل عديد الأهداف بأشكال ووضعيات مختلفة.
هذه شروط النجاح
أعتقد أن الجويني سيكون له شأن كبير في المستقبل القريب خاصة أنه تشبّع بمعطيات وأسرار الكرة من مدرسة الترجي وأراه صراحة قادرا على نحت مسيرة ناجحة في مشواره لو يواصل العمل بنفس الجدية ويرى في نفسه أنه قادر دوما على التطور أكثر.