نظرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بالمنستير في قضيّة محاولة قتل تورّط فيها شاب كان حاول معاكسة فتاة ثم حاول قتل رفيقها بقارورة خمر. جاء في ملف هذه القضية ان شابا في الثلاثين من عمره يعمل في ورشة مطالة باحدى مدن الساحل عاد بزوجته من المستشفى الى المنزل بعد ان وضعت مولودا من جنس الاناث. وقد كان الاب في قمّة السعادة بهذا المولود الثاني الجديد وللاحتفاء بهذه المناسبة السعيدة قرّر عقد جلسة خمرية في منزله فاقتنى قارورة خمر وجلس في احدى غرف داره يداعب افراد اسرته في منتهى النشوة والفرح الى أن نفذ كل ما معه من خمر وعوض ان يكتفي بذلك احس برغبة شديدة في مواصلة السكر فامتطى دراجته النارية ووضع قارورة خمر فارغة في جيبه وانطلق مسرعا ليتزود بالمزيد من الخمرة ثم يعود الى منزله ليواصل احتفاله بالمولود الجديد. فتاة تغيّر وجهته كان الكهل يمتطي دراجته النارية منطلقا بها نحو اقرب نقطة لبيع الخمور واذا به يشاهد فتاة جميلة تخرج من احدى محلات الهاتف العمومي فاسترعت انتباهه وملكت مشاعره وحرّكت غرائزه فاقترب منها وراح يعاكسها بمعسول كلامه لكنها لم تعره ادنى اهتمام وواصلت طريقها بخطي حثيثة فازداد الكهل اصرارا على محادثتها وبثّها ما به من لوعة واعجاب فاقتفى خطواتها ولما واصلت تجاهلها له أمسكها من يدها وطلب منها الاهتمام به والاستماع الى لواعجه لكن الفتاة حاولت التملّص منه وأبدت انزعاجا كبيرا وخوفا شديدا دفعا شابا كان واقفا بالقرب من المكان وشاهدا على مضايقة الكهل للفتاة الى التدخل. طعنتان تقدّم الشاب من الكهل وطلب منه اخلاء سبيل الفتاة وعدم التعرّض لها بعد ان رفضت محادثته. كما حاول الشاب اقناعه بأن الفتاة رفيقته قد تركها في محل الهاتف العمومي وانصرف الى متجر لبيع الفواكه الجافة والتبغ لشراء علبة سجائر في انتظار ان تجري مكالمتها الهاتفية ثم يرافقها الى منزل والديها وعبثا حاول الشاب بلين ورفق ان يقنع الكهل بأنه لم يشأ التدخل منذ البداية عندما كان هذا الاخير يسعى جاهدا الى معاكسة الفتاة لأنه كان يعتقد ان الامر سيقف عند رفض الفتاة الاستجابة له. وعوض ان يخجل الكهل من تصرّفاته ويقلع عمّا كان يعتزمه ازداد هيجانا فقفز من درّاجته النارية وألقاها جانبا ثم اخرج قارورة الخمر التي كان يضعها في جيب معطفه وهشّمها واشهرها في وجه الشاب. قدّر الشاب خطورة الموقف وأيقن ان الكهل مستعدّ لأن يفعل كل شيء فتراجع خطوات مخيّرا الانسحاب. لكن الكهل تقدّم نحوه مصرّا على ايذائه عندها فرّ الشاب فلاحقه الكهل وأمسك به وأداره نحوه وبسرعة خاطفة سدّد له طعنة اولى بالقارورة المهشّمة أصابت انفه واردفها بثانية أصابت رقبته، ثم انسحب من المكان. أسرع بعض الحاضرين بالمتضرر الى اقرب مستشفى حيث اخضع للاسعاف وقد أفاد الطبيب المسخّر من قبل هيأة المحكمة ان الطعنة التي استقرّت في رقبة المتضرّر كادت تكون قاتلة لولا ألطاف الله والتدخل الطبي السريع. وفي المحكمة قدّم المتهم رواية مخالفة مبيّنا انه لما كان في طريقه للتزوّد بالخمرة ضبط الشاب المتضرّر في وضع مخجل مع الفتاة فحاول نهيه وتوبيخه على اساءتهما للاخلاق الحميدة لكن الشاب تفوّه نحوه بعبارات نابية اثارت حفيظته فدافع عن كرامته بطعنه.