تنظر محكمة الاستئناف بالكاف خلال الأيام القليلة المقبلة في قضية الاعتداء على حارس احدى المدارس الاعدادية بقرية عين الخمايسية من معتمدية سبيبة بولاية القصرين، وقد أثارت هذه القضية قلق العديد من المواطنين والأسرة التربوية بالجهة لخطورة وقائعها. وحسب ما أفادته هذه الوقائع من خلال شكاوى المتضرر والتصريحات المسجلة عليه فإنه وأثناء عمله حارسا ليليا بالمؤسسة التربوية المذكورة وفي حدود الساعة التاسعة والنصف ليلا ناداه شخص باسمه كاملا مدعيا أنه تاه في المكان وعندما اقترب منه الحارس في مستوى الباب الخارجي للمدرسة فاجأه بالاعتداء عليه في مستوى الوجه بواسطة آلة حادة ثم لاذ بالفرار. ورغم أن المنطقة ريفية فإن الحارس لم يستطع التعرف على الجاني باعتباره كان غريبا عن المكان، وبعد أن لاذ الجاني بالفرار وجد احدى سيارات النقل الريفي بانتظاره فامتطاها رفقة صاحبها واختفى في جنح الظلام. وبعد أن تم اسعاف المتضرر أبلغ أعوان الحرس الوطني الذين أذنت لهم النيابة العمومية بالبحث في الموضوع ليتبين أن أحد معارف الحارس وهو صاحب سيارة نقل ريفي كانت له أغراض شخصية معه أوصلت العلاقة بينهما إلى طريق مقطوعة، لذلك قرر الانتقام منه فجلب من أجل ذلك شخصا من ذوي السوابق العدلية من تونس العاصمة لينفذ انتقام الغريم. وبالفعل حلّ بالقرية التي تتسم بالهدوء لينفذ جريمته عوضا عن خصم الحارس الأصلي وتمكّن المحققون من القاء القبض على المحرض وهو صاحب السيارة فيما تمكن المتهم الرئيسي من التحصن بالفرار بعدما غادر الجهة، وأحيل المتهم على أنظار ممثل النيابة العمومية الذي أذن باصدار بطاقة ايداع بالسجن ضده بعدما وجه له تهمة المشاركة في تشويه شخص والاعتداء عليه وقرر احالته أمام احدى الدوائر الجناحية ليتبين أن المعتدي الذي حرضه المتهم الموقوف تعمّد رسم حرف (S) وهو أول حرف من اسم المحرض على وجه المتضرر بعدما اعتدى عليه بواسطة شفرة حلاقة. وبعد استنطاق المتهم وسماع كافة أطراف القضية قررت هيئة الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين ادانة المتهم والقضاء بسجنه لمدة عام فيما أصدرت حكما غيابيا ضد المتهم المتحصن بالفرار إلا أن المتضرر طعن في الحكم بالاستئناف خاصة بعدما تم الافراج عن غريمه فيما لا يزال المعتدي متحصنا بالفرار. وستنظر محكمة الاستئناف بالكاف في القضية من جديد خلال الأيام القليلة المقبلة. وهي القضية التي أثارت وقعا سلبيا لدى أهالي منطقة ريفية آمنة.