قضت الدائرة الجنائية بمحكمة قفصة الابتدائية مؤخرا باعدام شاب شنقا جزاء له على قتله ابن عمه بفأس. تعود وقائع هذه القضية الى سنة 2001 وتحديدا يوم 18 فيفري لما تم اعلام أعوان الحرس الوطني بمنطقة «سوق الأحد» من ولاية سيدي بوزيد بحصول جريمة قتل فتحولوا الى مسرح الجريمة حيث عاينوا الجثة ونقلوها الى الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة قبل أن يحصروا شبهتهم في ابن عم الضحية، وقد اعترف المشبوه فيه بارتكابه جريمة القتل اثر خلاف بسيط جدّ بينه وبين الهالك حول ملكية قطعة أرض فلاحية. وبينت الابحاث ان الهالك توجه ساعة الواقعة الى قطعة أرض راجعة له بالحوز والتصرف وهي محل نزاع فتحاور مع والدة المتهم في خصوص اجراء اتفاق حول سبل التصرف في قطعة الارض كما تناول وجبة الغداء معها ثم همّ بالرجوع الى منزله، الا ان المتهم والبالغ من العمر 24 سنة لم يقتنع بالحوار وكان منذ مدّة يتحين فرصة انفراده بالهالك وحسب تصريحاته تسلح بفأس من الحجم الكبير واتجه نحو قطعة الارض المتنازع عليها وتظاهر بقيامه ببعض الاشغال في الارض (بنية استفزاز الهالك) وفعلا تدخل الهالك لاستفسار المتهم فوقع خلاف بسيط بينهما قام على إثره المتهم بالاعتداء على الهالك بالفأس على مستوى الرأس في مناسبتين مما أدّى الى وفاته في الحين. وقد صرحت والدة المتهم أنها اجتمعت بالهالك وناقشته في موضوع الخلاف وبعد ان انصرف تناهى الى مسمعها صياح فتوجهت لاستجلاء الامر فاعترض سبيلها ابنها الذي كان ممسكا بفأس وخاطبها بقوله: «قتلت فلانا» وأضافت أنها شاهدت الدماء بالفأس كما شاهدت الهالك مرميا على الارض والدماء تسيل منه. وقد أفضت الابحاث الأولية والتحقيقات الى احالة المتهم على أنظار الدائرة الجنائية لمقاضاته من أجل القتل العمد مع سابقية الاضمار، خاصة بعد ان تم عرضه على الطبيب النفسي الذي أكد انه لم يكن ساعة الواقعة يشكو من أي مرض عقلي من شأنه ان يزيل قدراته على التمييز، وقد انتهت محاكمته باثبات ادانته والحكم عليه بالاعدام شنقا.