نظرت مؤخرا الدائرة الجنائية بمحكمة قفصة الابتدائية في قضية متشعبة ومعقدة اتهم فيها احد خريجي كلية الحقوق من مواليد 1971 وشيخ (68 سنة) من اجل مواقعة معوقة دون رضاها والاعتداء عليها بالفاحشة. تعود وقائع هذه القضية الى السنة الفارطة حين تقدمت والدة المتضررة في حق ابنتها المعوقة ذهنيا والتي لم تتجاوز سن العشرين بشكاية الى وكالة الجمهورية بابتدائية سيدي بوزيد مفادها انه وقع الاعتداء على شرف ابنتها وافتضاض بكارتها دون رضاها. وذكرت الأم ان شيخا وعدها بتزويج ابنتها المعوقة الى احد معارفه وطلب منها اصطحابها معه من مقر سكناها بأحد الارياف الى مدينة سيدي بوزيد لعرضها على الزوج الموعود. وقد تحولت مع ابنتها الى منزل المسنّ الذي وعد الأم بتزويج ابنتها وبمجرد وصولهما طلب من الأم ان تجالس زوجته وان تسمح له باصطحاب البنت الى خطيبها لكنه عمد في غفلة من الجميع الى ملامسة البنت من بعض اماكن عفتها فظنت ان الامر غير قصدي وقد انطلق بها نحو الخطيب الموعود وبوصوله الى مغازة مختصة في بيع الملابس الجاهزة والعطورات اوهم المعوقة ان خطيبها موجود داخلها وطلب منها الانتظار وفي الاثناء قدم شاب واوهمها بأنه خطيبها ثم اركبها سيارته بدعوى انه سوف يقدمها الى أهله كي يتعرفوا عليها الا انه سلك بها طريقا نحو جبل حيث قام بمواقعتها غصبا بعد ان القاها ارضا ثم نقلها الى منزل الشيخ الذي تركت به والدتها هذا ما اكدته الام نقلا عن رواية البنت. وقد تم حصر الشبهة في الشيخ (صاحب المحل) وشاب (خريج احدى كليات الحقوق) لكنهما انكرا جملة وتفصيلا ما نسب اليهما فنفى المسن اصطحابه للبنت الى المغازة او عرضها بنية الخطبة على اي كان الا ان انكاره تعارض مع شهادات بعض الشهود وتمسك المتضررة بأقوالها. اما الشاب فأنكر اي علم له بالموضوع ثم قدم بعض الأدلة التي رآها كافية لإثبات براءته وهذا ما ركّز عليه لسان الدفاع مفيدا ان منوبه كان ساعة الواقعة بمكتب صديق له (محام) وأضاف ان لمنوبه 6 اصابع بيده الأمر الذي يسهّل التعرف عليه من طرف المتضررة او غيرها . وبعد مرافعة مطولة من طرف محامي المتهم وشهادة محامين على وجوده بمكتب احدهم ساعة الواقعة تم التصريح في ساعة متأخرة ببراءته فيما تأكدت التهمة ضد المسن فنال خمسة أعوام سجنا من اجل المشاركة في المواقعة وسنتين سجنا من اجل المفاحشة.