الأخصائيون النفسانيون بشر مثلنا قد تعترضهم ما تعترضنا من مشاكل وأزمات نفسية فأي حلول يتخذونها لتجاوز مثل هذه المشاكل النفسية هل يعالجون أنفسهم؟ أم يعرضون حالاتهم على زملائهم المختصين؟ مهنة الطب بصفة عامة تصنف ضمن المهن التي لا تخلو من خطورة وضغوطات تلزم الطبيب بملازمة الحذر والانتباه أما في الاختصاص النفسي فإن الطبيب النفساني وكما يؤكد ذلك الدكتور عماد الرقيق فإن الامر يكون أكثر صعوبة يقول: «أثناء مرحلة التكوين والتخصص يتعرّض الواحد منا الى اهتزازات بسيكولوجية تحرّك مشاعرنا وتفكرنا في بعض مشاكلنا السابقة وهو أسلوب من أساليب التحضير البسيكولوجي وتهيئة نفسية المعالج التي تعتبر مرحلة هامة في تكوين الطبيب النفساني لذلك فإن أغلب الاخصائيين قد لا يتعرضون لمشاكل أو أزمات نفسية لانهم متوازنو النفسيات وحتى وإن تعرض أحدنا الى أزمة نفسية فإننا نسلك ثلاثة حلول: أولها: يحاول فيها هذا الطبيب النفساني أن يعالج نفسه بنفسه مستندا في ذلك الى زاده المعرفي والعلمي في مثل هذا الاختصاص. ثانيها: يستطيع أن يستعين بخدمات مراقبه ذلك أن بعض الاطباء لهم مراقبين يراقبونهم وهم في العادة أكثر خبرة وأكثر تجربة ويدركون كل أسرار الطبيب وغالبا ما تتسم أحكامهم بالموضوعية. أما الحل الثالث: فإن الطبيب النفساني بإمكانه التعويل على زملائه على أن يختار منهم من هو أكثر موضوعية». ويتفق الدكتور عطيل بينوس وهو أخصائي نفساني مع الدكتور عماد إذ يرى أن المعالج النفسي مدعو الى عدم إجهاد نفسه بالعمل والى تخصيص أوقات للراحة ينفصل فيها عن واقعه المهني ليلتفت الى حياته الشخصية لأن توازن الحياة الشخصية للطبيب عامل هام لنجاحه. إن هذا الاشكال يطرح بأكثر حدة أمام المعالجين النفسانيين الذين بحكم العلاقات التي تتكوّن لهم مع مرضاهم وأمام محاولات البحث عن الطرق العلاجية الناجعة تجدهم معرّضين أكثر للضغوطات عكس الطبيب النفساني الذي يكتفي بكتابة وصفة الدواء لهذا المريض أو ذاك. إن الاخصائي النفساني بإمكانه الاعتماد على كفاءته لمعالجة حالته التي تبقى أقرب اليه من أي طبيب آخر. وإذا ما تطورت حالته وزادت نفسيته تأزما فإن الامر يوكل الى المحيط العائلي (زوجته أو إخوته)... وهم مدعوون الى الاتصال بأحد زملائه وعرض حالته عليه.