تمكنت فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالمهدية من احباط محاولة ابحار خلسة والقاء القبض على مدبرها رفقة خمسة عشر شابا كانوا على متن زورق بسواحل مدينة رجيش من ولاية المهدية وانقاذهم من كارثة محققة. وجاء في أوراق القضية ان شابا في السادسة والعشرين من عمره سبق له العمل بحارا قد قرر تنظيم محاولة للابحار خلسة نحو احدى الدول الأوروبية. فعرض الفكرة على بعض خلاّنه طالبا منهم مساعدته على جلب الراغبين في الابحار مقابل مبلغ مالي. وقد تمكن الشاب في ظرف وجيز من جمع مجموعة من الشبان من أعمار متفاوتة ويبلغ عددهم الخمسة عشر نفرا ينتمون إلى جهة الساحل. محاولة أولى فاشلة تسلّم الشاب من الشبان الراغبين في الابحار خلسة مبالغ متفاوتة تتراوح بين 800 دينار وألف دينار. واقتنى بجزء من هذا المبلغ الذي جمعه زورقا مطاطيا زوّده بمحرك قديم. ثم ضرب لمجموعة الشبان موعدا باحدى قرى ولاية نابل للالتقاء هناك. وبعد أن تجمعوا انطلق بهم في ساعة متأخرة من الليل على متن الزورق. لكن رداءة الأحوال الجوية من جهة وعجز الزورق على استيعاب العدد الكبير من المبحرين من جهة أخرى حال دون اتمام الرحلة ففشلت المحاولة واضطر الشاب إلى العودة بتجديد المحاولة في موعد لاحق ومتظاهرا بحرصه على سلامتهم فصدّقوه وانصرفوا في حال سبيلهم. ووقع في المحاولة الثانية تفرّق شمل الشبان الراغبين في الابحار خلسة وظلوا يتصلون بالشاب مدبر العملية ويطالبونه بالوفاء بوعده أو ارجاع أموالهم فجعل يماطلهم متعللا بأعذار مختلفة ولما ازداد الحاحهم توجس خيفة فقرر الاستجابة لمطالبهم وضرب لهم موعدا جديدا في مكان مختلف عن الأول من باب الحيطة وعدم لفت الانتباه. طلب مدبر عملية الابحار من الشبان التجمع باحدى مدن ولاية المهدية في انتظار أوامره ثم حدد لهم موعدا للانطلاق ولم يكن يدر بذهنه أن أعين أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش بالمهدية على علم بأمره وتترصد حركاته وسكناته وتنظر الوقت المناسب للامساك به متلبسا. ففي ليلة حالكة الظلمة وفي ساعة متأخرة التقى الشاب بكامل المجموعة عند شاطئ احدى مدن ولاية المهدية فامتطوا القارب وانطلقوا به نحو عرض البحر رغم صغر حجمه وكثرة عدد ركابه مما كان سيتسبب في كارثة محتمة لولا ألطاف اللّه وتدخل أعوان الحرس الوطني في الوقت المناسب. إذ لاحقوا الزورق وتمكنوا من احباط محاولة اجتياز الحدود خلسة وأنقذوا أرواحا من موت أكيد. وباقتياد الجميع إلى مركز الحرس والتحقيق معهم اعترفوا بما نسب إليهم وأحيلوا جميعا على قلم التحقيق.