عاش أهالي مدينة ماطر وأحوازها من ولاية بنزرت في الأيام القليلة الأخيرة على وقع احداث قضية متشابكة الأطراف تخص تحويل وجهة فتاة بالحيلة إلى منطقة «جبل اشكل» وقد تعهدت فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني ببنزرت بالبحث في ملابسات وأطوار هذا الموضوع. وتفيد أحداث هذه القضية ان الفتاة التي وقع تحويل وجهتها تبلغ من العمر ما يقارب 20 سنة وتقطن بأحد أحياء مدينة ماطر وهي مورطة بدورها في ترويج المخدرات بالجهة ومفتش عنها ولكي تفلت من متابعة رجال الأمن استنجدت بشخصين أحدهما صاحب سيارة أجرة قصد نقلها خلسة إلى مدينة بنزرت، وربما هناك تتدبر أمرها من جديد للخروج من هذه الورطة، لكن الشخصين راوغاها بتغيير وجهتها إلى مكان خال بجبل اشكل من معتمدية تينجة بغية النيل منها. لكن حدث ما لم يكن في الحسبان للجميع، حيث حلّ وقتها أربعة شبان بالمكان وافتكوا «الغنيمة» من صاحبيها ونقلوها إلى مكان آخر آمن داخل الجبل لاتمام الوليمة في راحة بال. وأمام هذه الخيبة المريرة التي حصلت للشخصين وللثأر من هؤلاء الشبان بكل الطرق مهما كلفهما الثمن، اتصل أحدهما ببعض أصدقائه قصد الالتحاق به بسرعة في جبل اشكل لنصرته واقامة معركة حامية الوطيس، وقد ادعى بأن المختطفة خطيبته، وفعلا استجاب له أصدقاؤه فحلوا بالمكان مسلحين بأسلحة بيضاء وأثناء قيامهم بعملية تمشيط للجبل قصد العثور على المختطفة وخاطفيها أمكن لهم التعرف على مسكن أحد المختطفين فاقتحموه عنوة، وقبضوا على صاحبه ولتدارك الخطر المحدق به طمأنهم وأوهمهم بأنه سيكون إلى جانبهم وسيدلهم على مكان الفتاة وأصدقائه، لكنه في الأخير أفلت منهم وهرب بسرعة، وما إن بلغ الخبر إلى أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني ببنزرت حتى تحركوا بسرعة فائقة واتجهوا نحو الجبل وطوقوه، وأمكن لهم بفضل خبرتهم واجتهادهم تجاوز صعوبة المسالك والتضاريس وإيقاف كل الأطراف بمن فيهم الفتاة وخاطفيها، ولولا هذا التدخل الأمني لتحولت هذه الخصومة الثأرية إلى ما لا تحمد عقباه. وقد علمنا ان المورطين في هذه القضية بلغ عددهم 15 فردا.