المخيم العربي الأول للكشاف المتقدم : 670 كشافا من 21 دولة الكشافون يزحفون على »سلتان« سيرا على الأقدام قائد الوفد الفلسطيني : دورنا طلائعي في مواجهة الإعتداءات الاسرائيلية من أجل تنمية روح المغامرة والاعتماد على الذات تونس الشروق : افتتح رسميا عشية الاثنين الماضي من طرف وزير الثقافة والشباب والترفيه ويتواصل الى غاية أوت الجاري بالمركز الكشفي الدولي للتدريب والتخييم ببرج السدرية المخيم العربي الأول للكشاف المتقدم. يشارك في المخيم المخصص أساسا لتأطير فئة الكشاف المتقدم (من 5 الى 71 عاما) 21 دولة هي: تونس والامارات والأردن والبحرين والكويت والسعودية وقطر والجزائر وليبيا والمغرب وفلسطين ومصر. وقد بلغ عدد المشاركين كشافا كلهم من الذكور. ويهدف المخيم اضافة الى العناية بهذه الفئة العمرية التي ظلت غير مؤطرة سابقا بالمقارنة مع الكشاف العادي والجوالة الى تنمية روح المغامرة والاستكشاف لدى الكشافين وزرع عقلية الاعتماد على الذات في نفوسهم. تكوين ومغامرة ويجمع برنامج المخيم بين التكوين والترفيه، فإلى جانب التكوين من خلال الورشات العلمية والصحية والبيئية حرصت الكشافة التونسية المشرفة على حظوظ المخيم على إدراج جملة من الفقرات الترفيهية مثل الرحلات الاستطلاعية خصوصا للأشقاء العرب، وحفلات السمر لتنمية أواصر الأخوة بين الكشافين العرب. كما وضعت قيادة المخيم حوافز لضمان مشاركة الكشافين في كافة الأنشطة والفعاليات المبرمجة طيلة أيام المخيم. وذلك باشتراط المشاركة في حد أدنى من الأنشطة للحصول على وسام المخيم. ويضم البرنامج أيضا ندوة العمداء (الطلائع) مهمتها النظر في كيفية تحسين صورة الكشافة داخل المجتمع من خلال محاور الاتصالات والشراكة والدعم المادي. كما تنظم ندوة ثانية للقادة قصد تعميق الحوار والتفكير في مناهج قسم الكشاف المتقدم، ومن أهم فقرات المخيم التي يحرص المنظمون على انجاحها اليوم العربي للعادات والتقاليد للدول المشاركة، والرحلات خارج المخيم، وقرية العمل الاجتماعي بدار المسنين برمبالية، والرحلات المسماة خلوية والتي تتمثل في خروج فرقة كشفية كل ليلة لقضاء ليلتها في جبل »سلتان« على بعد 6 كلم من مكان المخيم. وتتم الرحلة الخلوية سيرا على الأقدام مع نصب الخيام واقامة سهرة نار مخيم نموذجية وحراسة ليلية والقيام بعمل تطوعي بالمنطقة. معرض وشهادات وزيادة على الجانب الرسمي (كلمات ترحيبية واستعراض الوفود المشاركة ورفع العلم) كان الحاضرون في حفل الافتتاح على موعد مع معرض ثري خصص للتعريف بنشاط الكشافة التونسية وبسائر الوفود المشاركة التي أثثت أجنحتها بعدة أعلام ولوحات تعريفية وخرائط بيانية وصور معبرة. وعلى هامش حفل الافتتاح كان لنا لقاء مع عدد من الكشافين تحدثوا عن خصوصيات تجربة أول مخيم للكشاف المتقدم ومدى استفادتهم من القيم والأهداف التي تعمل من أجلها الكشافة سواء داخل تونس وخارجها. يقول القائد نوفل عوينة: »أعتقد أن هذا المخيم سيساهم في تأطير قسم الكشاف المتقدم الذي يأتي عمريا بين قسمي الكشاف والجوال. ومن أبرز أهداف المخيم تنمية المجتمع وترسيخ عقلية التطوع وزرع روح المغامرة. أما الرحلات الخلوية التي أشرف عليها فإن هدفها الأساسي التحضير النفساني لرجل الغد (الثقة بالنفس، كيفية مواجهة الصعاب...)«. ويضيف نوفل متحدثا عن قيم الكشافة: »هذه القيم تبدأ من التحية نفسها التي تعني الصراحة والتضحية والاخلاص. وليس هناك أي تغيير في هذه القيم وما تغير هو السلوك الذي يتأثر بالظروف المحيطة بنا«. من جانب آخر أكد معالي ترك مندوب جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية أن الهدف من المشاركة في المخيم هو الالتقاء بالإخوة العرب لفك العزلة التي تحاول أن تفرضها علينا سلطات الاحتلال الاسرائيلي خاصة وأن المجموعة التي اصطحبتها معي تغادر مدينة غزة لأول مرة«. وأشار معالي ترك الى أن المشاركة في المخيم تؤكد مرة أخرى أننا جزء لا يتجزأ من الوطن العربي وأن سلطات الاحتلال لن تمنعنا من ممارسة حقنا في اطلاع الكشافين على ما يحدث داخل فلسطين من انتهاكات يومية لحقوق الشعب الفلسطيني. وأضاف أن الكشافة الفلسطينية تلعب دورا طلائعيا في حالات القصف والاغتيالات من خلال القيام بعمليات الإسعاف والدفاع المدني. وأكد كشافون آخرون أمثال بولبابة بن موسى قائد فرقة المتنبي فوج حي البحري 2 بصفاقس وعدنان العيساوي عميد طليعة الأسد وهو من نفس الفرقة أن المخيمات العربية تمكن المشاركين من اكتساب العديد من المهارات وتنمية أواصر الأخوة العربية من خلال التفكير في عمليات توأمة بين مختلف الفرق الكشفية. كما تنمّي المخيمات في الكشاف عقلية المغامرة والإعتماد على الذات.