نظرت صباح أمس الدائرة الجناحية بابتدائية تونس في قضية تورط فيها شابان لاتهامهما بارتكاب العنف والهرج والأضرار بملك الغير وقد جدت أحداث هذه الجريمة عشية المقابلة الرياضية بين المنتخب التونسي والمنتخب النيجيري في تصفيات كأس افريقيا للأمم. بعد انتهاء المقابلة خرج عدد هام من المواطنين للتعبير عن فرحتهم بمناسبة الانتصار الذي حقه المنتخب التونسي لكرة القدم، الا ان عددا آخر من الشبان اختار التعبير عن هذه الفرحة بطريقته الخاصة، اذ اتفق بعضهم من متساكني حي هلال غربي العاصمة على تنظيم جلسة خمية احتفالا بالمناسبة، وجلبوا لذلك متطلبات هذه الجلسة ثم بدأوا عقدها قرب منزل أحد المتهمين. أثناء ذلك تعالت صيحاتهم وكان في كل حين يصدر عن أحدهم كلاما بذيئا، مما دفع بصاحب المنزل المتزوج حديثا، اذ لم تتجاوز مدة زواجه الشهر، النزول لنهي الشبان عما كان يصدر عنهم خاصة وان زوجته وشقيقته وأحد أقاربه كانوا معه بنفس المنزل، الا انهم رفضوا طلبه وهو ما أدى الى استفزازه فتسلّح بقضبان ثم انهال عليهم ضربا فنشبت معركة حامية الوطيس أصيب خلالها البعض فيما لحقت بعض الأضرار المادية بمساكن البعض الآخر، وقد اشتكى سكان الحي أمرهم الى أعوان الامن الذين حلوا على عين المكان، فتمكنوا من القاء القبض على صاحب المنزل وأحد الشبان فيما تمكن الآخرون من التحصّن بالفرار. وبجلب المتهمين الى مركز الشرطة والتحرير عليهما اعترفا بما نسبة اليهما كما أدليا بهويات الفارين، لذلك تمت احالتهما على أنظار ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس الذي أصدر في شأنهما بطاقة ايداع بالسجن وقرر احالتهما على الدائرة الجناحية المعنية. وبمثولهما أمس أمام هيئة المحاكمة، أفاد المتهم الأول أنه أراد نهي الشبان عن تلفظهم بما ينافي الأخلاق ووضع حد لجلستهم أمام منزله ففوجئ باعتداء أحدهم عليه وهو ما كان سببا في نشوب معركة وخروج عدد من المتساكنين من منازلهم وحصول بعض الأضرار، فيما صرّح المتهم الثاني بأنه بريء من مجمل التهم المنسوبة اليه، ليتراجع بذلك عن أقواله المسجلة عليه لدى باحث البداية، اذ صرّح بأنه تدخّل لفض النزاع القائم بين المتهم الاول ومجموعة من الشبان من أبناء نفس الحي الذين تمكنوا من التحصّن بالفرار بمجرد قدوم أعوان الأمن لسان الدفاع طلب من هيئة المحكمة الاكتفاء بالمدة التي قضاها منوّبه الأول والتي تقارب الشهر بعدما لم يقض غير شهر فقط من الزواج، فيما طلب القضاء بعدم سماع الدعوى في شأن المتهم الثاني لانتفاء اي دليل مادي على تورطه في ارتكاب وقائع الجريمة، انما اقتصر دوره على السعي لفض النزاع، كما اعتبر لسان الدفاع ان أغلب الشباب التونسي خرج للتعبير عن فرحته اثر انتصار المنتخب التونسي لكرة القدم ضد نظيره النيجيري وهو الاطار العام لوقائع الجريمة. وبعد ان عبّرت النيابة العمومية عن طلبها في المحاكمة رأت المحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم اثر الجلسة.