تمكنت فرقة الابحاث والتفتيش التابعة للحرس الوطني بصفاقس فجر أمس من تفكيك عصابة اختصت في ترويج ومسك واستهلاك مادة «الزطلة» تضم حوالي 20 شخصا من ضمنهم امرأتان متزوجتان كما تمكن المحققون من حجز كميات تبدو هامة من هذه المادة المخدرة. ضخامة عدد المورطين وأهمية الكميات المحجوزة من مادة «القنب الهندي» تكشف دقة التحريات وخبرة محققي الفرقة الذين تابعوا الموضوع عن كثب منذ مدة في انتظار اللحظة الحاسمة والمناسبة التي يتم فيها ضبط كل المتهمين بحالة تلبس لسد منافذ التفصي من المسؤولية القانونية. تخطيط محكم وقد نجح أعوان الفرقة في تجسيم ما خططوا له فجر يوم أمس بعد مداهمة سريعة أوقعت كل أعضاء الشبكة المتهمين وخاصة منهم المروجون الذين سلكوا أسلوب المغالطة والتمويه بتجنيد امرأتين متزوجتين عهدت لهما مهمة جلب المادة المخدرة من احدى الدول العربية الشقيقة. بداية الكشف عن افراد العصابة تعود الى فترة خلت، حيث تناهت على مسامع الاعوان معلومات تفيد تورط مجموعة من الشبان تتراوح أعمارهم ما بين ال 20 وال 25 عاما في استهلاك مادة «الزطلة» التي يستهلكونها ويروجونها فيما بينهم باحدى المناطق السكنية القريبة من وسط مدينة صفاقس. وبالرغم من أن تحريات أعوان الفرقة مكنتهم من تحديد هوية كل المستهلكين، فإن المحققين فضلوا التكتم عن نتائج التحقيقات في انتظار تحديد كل أطراف الشبكة وخاصة مصدر المادة ومروجيها الاساسيين. وبالفعل، وضعت التحريات المحققين أمام مجموعة من المتهمين تضم حوالي 20 شخصا بما فيهم امرأتان متزوجتان اتضح فيما بعد أنهما على ذمة مورطين من أفراد الشبكة وأن المهمة الموكولة اليهما كانت لا تخلو من المخاطرة باعتبارهما تكفلتا بجلب «الزطلة» من احدى الدول الشقيقة مدسوسة على سبيل المراوغة والمغالطة في بعض البضائع والمقتنيات الخاصة. حالة تلبس ومواصلة للابحاث، أمكن للمحققين معرفة المحل الذي اعتاد المورطون ارتياده كما تمكنوا من تحديد موعد انتقال المورطين الى خارج حدود الوطن، وعودتهما الى صفاقس مصحوبتين بمادة «القنب الهندي»، وقد تزامن هذا الموعد مع نهاية الاسبوع الفارط وبداية الاسبوع الحالي حيث اجتمع كل أفراد الشبكة في المحل المذكور. وفي ساعة متأخرة من ليلة أمس الاول وبمقتضى إذن من وكالة الجمهورية بصفاقس، داهم الاعوان المحل المذكور حيث ضبطوا كل المتهمين ودون استثناء بصدد تقسيم «البضاعة» وترويجها بين بعض الشبان. وعلى هذا الاساس، تم ضبط كل كميات «الزطلة» التي كانت فيما يبدو هامة، كما تم ضبط كل أفراد الشبكة الذين يخضعون حاليا للتحقيقات في انتظار استكمال الابحاث وإحالتهم على العدالة لتنظر في شأنهم.