التغذية هي كيمياء الحياة وهذا ما شجع العلماء والباحثين في مجال طب الاطفال على تقديم كل ما هو جديد من دراسات تتعلق بالانظمة الغذائية والتكميلية للاطفال وعلاقتها بالصحة العامة. وعلى هامش المؤتمر الطبي الدولي الثاني الذي عقده المركز القومي للبحوث في مصر تم عرض ثلاثة أبحاث متميزة تعالج صحة الطفل وعلاقة الغذاء بالحالة الصحية له. الدكتور محمد خالد المنياوي استاذ طب الاطفال والتغذية بالمركز القومي للبحوث. عن طبيعة هذه الابحاث يقول: البحث الاول ناقش تأثير العلاج الطبيعي كعلاج مكمل الى جانب الاغذية الاضافية التكميلية على النمو الجسماني والذهني للاطفال المصابين بامراض سوء ونقص التغذية ويشير الى ان امراض نقص الغذاء وسوء التغذية تمثل حوالي 75 من الاطفال ما قبل الدراسة في الدول النامية ومن المعروف ايضا ان هذه الحالات يصاحبها خلل في التركيب النخاعي للاعصاب الطرفية، كما ان هناك تغيرات سلوكية واضحة عند هؤلاء الاطفال خاصة في المراحل الاولى من المرض والحالات الحادة والتي تظهر على هيئة خمول عام وقلة الحركة مع عدم التكيف مع المحيطين والمناخ المحيط بهم بالاضافة الى نقص في الحالة المعرفية والتعليمية والذهنية لدى هؤلاء الاطفال مما يكون له الاثر الكبير والملحوظ في العملية الدراسية والتعليمية للطفل وله تأثير واضح على التعثر الدراسي لديهم خاصة في القراءة والكتابة ولأن المخ عند الاطفال يكون في مراحل نموه فان تأثير امراض سوء التغذية على المخ عند الاطفال تكون واضحة وذات تأثير سلبي واضح عنه عند البالغين واشار الى أن الدراسة تمت على عدد 80 طفلا ممن اصيبوا بأمراض سوء التغذية بالمرحلة العمرية من 24 48 شهرا وقد تم استبيان التاريخ العائلي والمرضي والغذائي لهم بالاضافة الى الكشف الاكلينيكي متضمنا الكشف على الجهاز الحركي والعصبي وقياس الحسابات الانثروبومترية متضمنة الطول والوزن ومحط الذراعين والفخذين وقياس قدرة ضغط الكفين وذلك عند بداية الدراسة وقد تم تقسيم هؤلاء الاطفال الى مجموعتين متساويتين تم امداد المجموعة الاولى بنظام غذائي متكامل عالي البروتينات والسعرات الحرارية بينما تم امداد المجموعة الثانية بنفس النظام السابق بالاضافة الى برنامج متكامل من تمرينات العلاج الطبيعي وبعد فترة ثلاثة اشهر من التغذية المكملة والعلاجات الطبيعية تم اعادة جميع القياسات للمجموعتين وقد اظهرت النتائج ان هناك تحسنا ملحوظا في القياسات الانثروبومترية للمجموعتين. الا ان هناك تحسنا كان اكثر وضوحا في المجموعة الثانية مما يعني بأن العلاج الطبيعي له دور فعال في تحسن حالات سوء ونقص التغذية. ** دور العلاج الطبيعي ويشير د. المنياوي الى ان هذا البحث هو الاول من نوعه الذي حاول ايجاد علاقة واضحة وايجابية لدور العلاج الطبيعي كعلاج مكمل للعلاجات الغذائية والدوائية لأمراض سوء ونقص التغذية عند الاطفال مما سيكون له اكبر الاثر على تحسن اداء هؤلاء الاطفال مستقبلا مما يعود بالنفع على تحصيلهم وقدرتهم المعرفية بالاضافة الى تحسن حالتهم العضوية والجسمانية. أما عن البحث الثاني والذي قدم في نفس المؤتمر فيقول عنه د. خالد المنياوي استاذ طب الاطفال والتغذية بالمركز القومي للبحوث ان الدراسة تبحث تأثير التعرض لعنصر الرصاص على التغيرات البيوحيوية والانثروبومترية على القياسات الذهنية والسلوكية للاطفال في البيئات المختلفة الريف والحضر. ويضيف انه من المعروف ان الرصاص من العناصر السامة خاصة للجهاز العصبي عند التعرض له بكميات كبيرة خاصة عند الاطفال وتختلف اسباب التسمم بالرصاص للاطفال عنها في البالغين حيث يمتص الاطفال الرصاص أسرع كما ان نمو الطفل يتأثر بالتعرض للرصاص. ويصيب تسمم الرصاص الطفل في اجزاء متعددة من جسمه اهمها الكلى والكبد والعظام والمخ والغدد الصماء وتتمثل اعراضه في اصابة الطفل بالخمول وقلة الحركة وآلام بالبطن مع الشعور الدائم بالغثيان والدوخة والميل للقيء كما انه قد يصل الى حد اصابة الطفل بالاختلالت في الحركة والذي يبدو فيه الطفل مصابا بخلل في القوام وطريقة المشي والذي يكون على هيئة اهتزازات مستمرة. وقد تمت الدراسة على عدد 100 طفل من 6 الى 12 سنة نصفهم من أطفال الحضر والآخرين من الريف وقد تم عمل القياسات الانثروبومترية للجميع والاستبيان الغذائي بالاضافة الى الكشف الاكلينيكي الشامل لكل الاطفال اضافة الى القياسات الذهنية والمتمثلة في قياس معدلات الذكاء.