بالرغم من أن عملية السرقة تمت في العاصمة الفرنسية باريس، الا أن شرطة المحرس تمكنت من إلقاء القبض على شاب تونسي اتضح أنه سطا على 75 مليون فرنك فرنسي 150 مليون دينار تونسي تقريبا هي ثروة والده. قضية الحال هي محل اهتمام الشرطة الفرنسية التي تلقت في الأيام القليلة الفارطة شكوى مفادها أن أحد مواطنينا المقيمين بالمهجر تعرض الى عملية سرقة قوامها 75 مليون فرنك فرنسي. وفي الوقت الذي كان فيه أعوان الأمن الفرنسيون يجمعون بعض المعطيات التي قد تقودهم الى معرفة الجاني، تمكن المحققون بشرطة المحرس من إلقاء القبض على ابن المتضرر ليسدل الستار عن رحلة ال مليون فرنك فرنسي. وتفيد المعطيات التي تحصلت عليها «الشروق»، ان الضحية وهو كهل تجاوز الخمسين من عمره يشتغل في مجال المعجنات والخبز بالعاصمة الفرنسية باريس وقد تمكن بعد سنوات من العمل من جمع ثروة مالية محترمة أخفاها بإحكام في حقيبة ديبلوماسية داخل منزله الواقع بإحدى ضواحي عاصمة النور باريس. ابن الضحية، وهو شاب في العشرين من عمره تفطن الى الحقيبة فراودته فكرة السطو عليها وهو ما تم بسهولة تامة باعتباره يقيم مع والده لينفق منها البعض على ملذاته الخاصة وملابسه الفاخرة ويتبرع بما قيمته 10 مليون فرنك فرنسي لصديقته الباريسية ثم يقتطع بعد ذلك تذكرة طائرة ويتحول الى تونس وتحديدا الى مسقط رأسه المحرس. في المحرس كان شاب العشرين ينفق بلا هوادة وهو ما لفت انتباه أعوان الشرطة بالمكان الذين شكّوا في سلوكه وتصرفاته لكنهم أرجؤوا التحري معه في انتظار دعوى رسمية في الغرض ربما يرفعها أحدهم. وبالفعل، قدم الوالد الى المحرس وتقدم بقضية ثانية بعد القضية بباريس موجها اتهاماته الى فلذة كبده بعدما علم انه مقيم في الفترة الأخيرة بمسقط رأسه، مضيفا أن الحقيبة الديبلوماسية كان قد جلبها معه في وقت سابق قصد فتح حساب بنكي، لكن بسبب بعض التعطيلات المصرفية والاجراءات التي وصفها بالمعقدة اثر العودة بها الى باريس حيث سرقت. وفي وقت قياسي، تمكن أعوان شرطة المكان من جلب الابن للتحري معه، وبالرغم من محاولاته اليائسة في الإنكار، فإن الأسئلة المدققة التي طرحها عليه المحققون جعلته ينهار ويعترف بالسطو وبالهدية الضخمة التي منحها لصديقته الباريسية وبالملابس الفاخرة التي اقتناها وبالسهرات الرائقة التي قضاها بأموال والده. الابن الآن رهن الإيقاف لدى السلطات الأمنية التونسية في انتظار مزيد التحري في وقت تحصل فيه الوالد على أمواله التي مازال جزء كبير منها على ذمة ابنه في انتظار الحصول على بقية الأموال وخاصة منها التي هي عند الحسناء الباريسية.