جريمة قتل ضحيتها تلميذ بالبكالوريا تونس (الشروق): شهدت ضاحية »عين دراهم« بولاية جندوبة في حدود الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم الخميس الماضي جريمة قتل فظيعة لقي خلالها تلميذ بالباكالوريا عمره 18 سنة مصرعه طعنا بسكين على يد شاب آخر يقاربه سنّا خلال تبادل جماعي للعنف، وقع إثر خلاف حول فتاة. وتدخل أعوان الشرطة بالجهة إثر هذه الحادثة بنجاح وألقوا القبض على الشاب القاتل في وقت وجيز بعد أن داهموه بمنزل والديه في أحد أرياف منطقة »فرنانة« بولاية جندوبة. كما حجزوا الموسى التي استخدمها في طعن ضحيته واحتفظوا بها على ذمة الابحاث. وتبين من خلال الابحاث الاولية التي أجراها هؤلاء الاعوان ان الشاب القاتل، ليس تلميذا مثلما راج وانما هو عامل يومي عرضي ينتقل بين عديد المهن في أماكن مختلفة من الولاية وله من العمر 22 سنة. كما تبين ان هذا القاتل كثير التردد على مدينة »عين دراهم« حيث سبق وأن عمل باحدى حضائر الاشغال العامة بها وان وجوده عشية يوم وقوع الجريمة على مقربة من معهد الجهة كان في إطار الفسحة والتجوّل. وكانت هذه الجريمة التي استنكرتها كافة الاسرة التربوية بالجهة قد وقعت عندما حل القاتل بساحة على مقربة من ادارة المعهد يرتادها التلاميذ وجعل يضايق تلميذة تربطها علاقة جوار وقرابة بصديق الضحية. وحسب المعطيات الاولية المتوفرة حول أطوار وقوع هذه الجريمة فإن القاتل قد أساء لهذه الفتاة من خلال الاستمرار في مضايقتها ودعوتها لتبادل الحديث معه دون أن تكون له علاقة معرفة سابقة بها مما دفع بقريبها للتدخل. وبدا واضحا ان قريب هذه الفتاة قد تدخل مدفوعا برغبة قوية في مناصرة قريبته وتخليصها على الاقل من الشاب الذي يضايقها والذي تسبب في انزعاجها وقلقها. وتزامن هذا التدخل مع نشوب معركة بين هذا التلميذ والشاب وتبادلا العنف مما أثار حالة من الفوضى جعلت عددا هاما من التلاميذ الحاضرين يتجمعون لمتابعة أطوار هذه المعركة وتداعياتها. ويبدو ان التلميذ وهو من سكان »حي 2مارس« بعين دراهم ومشهود له بحسن السلوك ورفعة الاخلاق في منأى من الاحداث، لكن تفطنه الى تعرض صديقه الى التعنيف على يد القاتل دفعه نحو مناصرته ومساندته. وهكذا اتسعت رقعة هذه المعركة وارتفع عدد المشاركين فيها الى ثلاثة أشخاص هم: القاتل من جهة والهالك وصديقه من جهة أخرى. كما ارتفع نسق الاعتداء وأصبح أكثر خطورة بعد تسلح القاتل بموسى يبدو انه كان يخفيه بين طيات ملابسه. ومع تقدم الاشتباكات بين الشبان وتواصل المعركة بينهم، استخدم القاتل الموسى التي بحوزته وطعن به الهالك مرات متتالية في كل من صدره ورقبته مخلفا له جروحا بليغة أدت بعد ذلك الى وفاته. ورغم انه قد تم الاسراع لنقل الضحية الى مستشفى الجهة في مرحلة أولى ثم الى مستشفى جندوبة في مرحلة لاحقة لتلقي العلاج اللازم، فقد هلك متأثرا بالجروح التي يحملها مخلفا حسرة في قلوب أفراد عائلته والاسرة التربوية بالجهة. هذا وتستمر التحقيقات مع الشاب القاتل وذلك قبل تقديمه للمحاكمة وتسليط العقاب المناسب عليه.