قرأت في أحد الاعداد الأخيرة بجريدتي المفضلة «الشروق» حوارا أجريتموه مع «المهرج» سفيان الشعري أعلن فيه بكلّ وقاحة أن الفنان الكبير حمدة بن التيجاني لا يضحكه. عجيب وغريب أمرك يا «كوميدي الصدفة»! أكنت تحلم يوما أن تقف على خشبة المسرح لتعيد دور الفنان العظيم وفقيد المسرح التونسي المرحوم حمدة بن التيجاني، لقد أضحك هذا الرجل الملايين ببساطته وخفة دمه في دور الماريشال ومازلنا نضحك عندما نشاهد هذه المسرحية التي نقشها الفقيد في قلوب التونسيين نساء ورجالا وأطفالا وشيوخا. أسئلة كثيرة تراود ذهني أريد أن أطرحها عليك، يا سفيان بعد تصريحك السخيف، لماذا قبلت إعادة تمثيل دور الماريشال وأنت مقتنع بأن الكوميدي الكبير حمدة بن التيجاني لا يضحكك.. ألا تشاطرني الرأي بأن مسرحية «الماريشال» الأصلية يكمن سرّ نجاحها في الأداء الراقي، الممتع والسّهل الممتنع الذي يتمتع به فقيد المسرح والخالي من الزيف والركاكة والتهريج التي هي من صفات الكوميديين أو من يزعمون أنهم كوميديون في زمن أصبح فيه الفن الرابع يقف على الأطلال ويبكي بحرقة زمن يوسف وهبي وفؤاد المهندس وبن عياد. هل تريد الصراحة يا سفيان حتى لا تقع في شباك الغرور؟ أنت لم تضف أي شيء في مسرحية الماريشال المقلدة وعلى العكس حاولت أن تتسلق سلّم النسق الكوميدي للفقيد حمدة بن تيجاني لكنك وقعت في فخ التهريج، هل تعلم يا سفيان ما هو الفرق بينك وبين الفقيد أو الماريشال الأصلي؟ الفنان حمودة بن التيجاني أخرج الضحكة من قلوبنا تلقائيا وأنت حاولت أن تنتزع الضحكة من قلوبنا ولكن دون جدوى. لقد أوقعت نفسك في دوامة التناقض بتصريحك المتهور أن حمدة بن التيجاني لا يضحكك وكأن لسان حالك يقول أنك قمت بدور الماريشال تحت الضغوط ومكره أخاك لا بطل! وأخيرا أريد أن أضيف شيئا وأرجو منك أن تتقبله بنزاهة وروح رياضية عالية، أنني فتشت في كل أعمالك عن مشهد كوميدي يجعلني أضحك من أعماقي لكني فشلت، مع هذا فأنا مدين لك بشيء واحد أنك أضحكت ابنتي البالغة من العمر خمس سنوات! مازلت في طور النمو لتعتلي خشبة المسرح وتنتزع الضحكة من البالغين داخل المسرح أو على الشاشة الصغيرة، و»شوفلي حل». * منذر الزواري النصر I (المنزه 8 تونس)