أحيل شاب مؤخرا على احدى محاكم المنستير بعد ان نسبت اليه دائرة الاتهام مهاجمته تاجرا متجوّلا وسلبه زربية فاخرة تحت طائلة التهديد بساطور. جاء في ملف هذه القضية التي جدّت باحدى مدن الساحل في موفّى شهر افريل من السنة المنقضية ان بائعا متجولا كان ذات صباح يدفع عربته المحمّلة بالزرابي الفاخرة والطواقم الثمينة متّجها بها نحو السوق الاسبوعية التي اعتاد الانتصاب بها كل أسبوع والتجوّل بين احياء المدينة في بقية الايام لبيع ما يعرضه من زراب وأدوات مختلفة. وما إن بلغ احدى تقاطعات السكك الحديدية حتى استرعى انتباهه وقوف دراجة نارية أمامه لمنعه من مواصلة طريقه فلم يعر الامر أدنى اهتمام واوقف عربته لتفادي الاصطدام بالدراجة التي كان يركبها شابان. وقد بقي سائقها ممسكا بها في حين نزل الشاب الثاني وتوجّه نحو البائع ليفحص عربته جيّدا متظاهرا بالشراء ثم استغل انعدام الحركة بالمكان نظرا الى ان الوقت كان في الصباح الباكر. وطلب من البائع ان يسلّمه زربية فاخرة دون مقابل. وهو ما استغرب له التاجر ورفضه رفضا قاطعا لكن الشاب كان جادا في ما يقول اذ امسك بالزربية يريد انتزاعها عنوة لكن صاحبها امسك بها ودعاه الى تركه وشأنه. لم يستمع الشاب البالغ من العمر 22 سنة وهو أعزب ويعمل تاجرا في الأسواق الاسبوعية لتوسلات البائع المتجوّل ولم يراع حرمة الزمالة وأصول المهنة! بل ازداد اصرارا على موقفه ولتأكيد جديّة مطالبه وقدرته على البطش استلّ ساطورا صغيرا من بين طيّات ثيابه واشهره في وجه البائع وهدده من مغبة الممانعة فارتعدت فرائص التاجر وألجم الذعر لسانه فتسمّر في مكانه من شدّة الخوف. فحمل الشاب الزربية ثم امتطى الدراجة النارية خلف صديقه وواصلا طريقهما. تحول التاجر المتضرر الى اقرب مركز امن حيث روى لأعوان الشرطة تفاصيل ما تعرّض له من تهديد وسلب وقدّم أوصاف الشاب المعتدي عليه. فأمكن التعرّف اليه والقاء القبض عليه وبالتحقيق معه اعترف بما نسب اليه اما صديقه فقد انكر مشاركته في العملية مدعيا أنه قام بنقل المتّهم من مكان الى آخر دون علم بما كان يعتزم القيام به من سلب. ذاكرا انه حاول اثناءه عن فعلته بالحسنى فلم ينتصح له. وقد أعاد المتّهم اعترافاته امام هيأة المحكمة التي ارتأت تأجيل القضية الى موعد لاحق.