نظرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بالمنستير مؤخرا في قضية محاولة قتل نفس بشرية أدين فيها شاب طعن ابن عمه في حفل زفاف حضراه بعد أن استبد به الغضب الشديد عقب خلاف نشب بينهما اثر عقدهما لجلسة خمرية. جدت أحداث هذه القضية في احدى مدن ولاية المهدية ذات ليلة من صيف السنة الفارطة حين عزم أحدهم على عقد مراسم زفاف ابنه فاستدعى كل أقاربه وأصحابه من سكان المنطقة التي يقطن بها ليشاركوه أفراحه، وكان من بين المدعوين شاب في الثانية والعشرين عمره يعمل فلاحا لبى دعوة صاحب الزفاف بصدر رحب وتعبيرا منه عن فرحته بالمناسبة السعيدة اقتنى قوارير من الخمرة واتفق مع بعض أصدقائه وابن عمه على عقد جلسة خمرية قبل الالتحاق بحفل الزفاف. خلاف فخصام التقى الشاب مع أصدقائه وابن عمه في الموعد المتفق عليه في مكان منزو عن الناس وشرعوا في احتساء ما أحضروه معهم من خمرة وتجاذبوا أطراف الحديث في مواضيع شتى ومضت ساعات بدأت فيها الخمرة تلعب برؤوس الندامى. وانفض المجلس اثر خلاف وقع بين الشاب وابن عمه حول اقتسام ما تبقى من خمرة وقد حال بقية الشبان الحاضرين دون أن يتطور الخلاف الى ما لا يحمد عقباه وقد نجحوا في اخماد نار الفتيل الذي اندلع فجأة بين الشابين فتحولا إلى عدوين يشتم الواحد منهما الآخر ولتهدئة الخواطر قرر الجميع التحول إلى حفل الزفاف لتغيير الأجواء ودفع التوتر. طعنة في الجنب وصل الشبان إلى حفل الزفاف ودون مقدمات انخرطوا في الرقص والتصفيق تعبيرا منهم عن فرحتهم بالمناسبة السعيدة وقد ظن الجميع أن الخلاف بين الشاب وابن عمه قد زال نهائيا لكن ظنونهم لم تكن في محلها إذ أن الخلاف سرعان ما ظهر من جديد حينما باغت أحدهما الآخر بلكمة قوية أصابت رأسه حين كان يرقص فترنح وسقط أرضا. والتف الجميع حول الشابين وقاموا باخراج المعتدي من حفل الزفاف وسعوا في مقابل ذلك إلى تهدئة روع المعتدى عليه الذي حزّ في نفسه أن يتغلب عليه خصمه ويهينة أمام جميع الحاضرين فتظاهر بأنه يريد العودة إلى منزله وغادر المكان وفي الطريق شاهد خصمه مع بعض الشبان فجرى نحوه وحصل بينهما تشابك بالأيدي لم يستطع أي واحد من الموجودين فضه نظرا لضراوته. وفي غفلة الجميع استل أحدهما موسى من جيب سرواله وسدد بها طعنة نحو ابن عمه استقرت في جنبه فخرّ على الأرض، بينما لاذ المتهم بالفرار وتحصن بمنزل والديه. نُقل المصاب على جناح السرعة إلى أقرب مستشفى فأخضع إلى عملية جراحية تماثل بعدها للشفاء وقد خلفت له الطعنة التي تلقاها سقوطا بدنيا قدره الأطباء بما يناهز 10 بالمائة. وعلى اثر ذلك انطلقت الأبحاث وأدت إلى ايقاف المتهم والتحقيق معه وقد اعترف أمام هيئة المحكمة بما فعله معربا عن ندمه وعلل فعلته بحالة السكر التي كان عليها وقد التمس لسان الدفاع تأخير القضية لمزيد الاطلاع.