تقدمت امرأة متزوجة بشكوى الى مصالح الأمن تتهم فيها زوجها العائد لتوّه من بلد شقيق بإقامة علاقة مريبة مع معينتها المنزلية. ودعّمت شكواها برسالة خطّتها المعينة تثبت تعلقها الشديد بالمظنون فيه.. فكان هذا سببا في الحكم على العشيقين بالسجن مدة 6 أشهر. نظرت احدى الدوائر الجناحية بابتدائية العاصمة في ملف هذه القضية التي تعود أولى ملابساتها الى ثلاث سنوات خلت حين انتدبت المتضررة احدى قريباتها لتساعدها في أعمال البيت مقابل أجر . وتمر الأيام وتأخذ المعينة على عاتقها الاهتمام بالبيت والأطفال ومن ثمة تفرض نفسها على العائلة الصغيرة، عنصرا فاعلا يعمّر البيت في غياب أصحابه ويوفّر لهم أسباب الراحة والهناء، غير أن المعينة، يهزّها طموحها، ولم تعد تكتفي بالحد الأدنى المضمون من حب العائلة لها في ظل فراغ عاطفي، فسعت الى استمالة قلب ربّ الأسرة الذي أغراه شبابها فاستجاب لهاوتطورت العلاقة الى معاشرة وخيانة استمرت مدة ثلاث سنوات كاملة. وربما كانت ستتواصل أكثر لو لم تتداخل أوراق اللعبة وتتفطّن الزوجة الى العلاقة حين سلّمها زوجها رسالة وجهتها له المعينة تعبّر فيها عن تعلقها به وحبّها له حدّ التّيه والجنون.. * سلم الرسالة الى زوجته مثل المتهمان موقوفين أمام هيئة المحكمة، وفي حين تمسّكت المتهمة باعترافها المؤيد لرواية المتضررة الواردة سلفا، فنّد المتهم مزاعم زوجته واتهمها في ذات الوقت بالكيد له وتوريطه في قضية جناحية للحصول على حكم بالطلاق للضرر بعد أن أصبح يعيش حالة البطالة نتيجة إصابته بمرض مزمن، وذكر أنه لما عاد من السفر فاجأته المعينة برسالة عاطفية فلم يجد حلا آخر غير تسليم الرسالة الى زوجته حتى تكون على علم وبيّنة من سوء سلوك المتهمة ولم يكن يتصور أبدا أن الرسالة ستستعمل ضده كبداية حجة لتوريطه. وساند لسان الدفاع المتهم مشيرا الى تضارب أقوال زاعمة الضرر التي زعمت في تصريحاتها أن زوجها لم يفعل ما يجلب الانتباه أخلاقيا، ثم ادّعت أنه سبق له أن ربط علاقة مع معينة منزلية أخرى وقد صفحت عنه ولكنه لم يتّعظ. ولفت المحامي انتباه المحكمة الى جملة وردت على لسان المتضررة مفادها أنها «أصبحت تعيش هواجس الغيرة مع المعينة التي باتت تحظى باهتمام زوجها في حين أهملها وتغافل عن القيام بواجباته الزوجية». واستخلص أن وراء الجملة تقف دوافع كيدية يزيد في تدعيمها تمسك المعينة المتهمة باعترافها بارتكاب الخطيئة رغم علمها بما ينتظرها من عقاب، في حين كان يكفيها نفي التهمهة عن نفسها لتستردّ حريتها وبالتالي تحافظ على سمعتها.. وفي النهاية أشار لسان الدفاع الى أن إحالة منوبه بتهمة الزنا المستوجبة للعقاب على معنى الفصل 236 من المجلة الجنائية، يقتضي توفر الركن المادي والقصدي وهما عنصران غائبان في هذه القضية وتبقى وسيلة الإثبات الوحيدة هي الرسالة والتي هي في الأصل قرينة بسيطة يمكن دحضها.. وطالب بالتالي بالحكم بعدم سماع الدعوى.. قضت المحكمة بإدانة المتهمين وسجن كلّ واحد منهما مدة 6 أشهر.