تونس «الشروق» تقترح عليكم العيادة النفسية ثلاث حالات نفسية وسلوكية تتعلق بالطفل او المراهق ويتولى الاستاذ منذر جعفر المعالج النفسي والسلوكي الاجابة عنها وتحليلها تحليلا علميا. * الحالة الاولى: انا شاب ابلغ من العمر 20 سنة، توفيت والدتي منذ اربع سنوات تزوج اثرها والدي من امرأة حسنة الخلق والأخلاق، عاملتنا معاملة جيدة كما لو كنا اطفالها. مشكلتي انني لم اتقبّل اخذها مكان امي لذلك اصبحت اتحاشى المكوث في البيت حتى لا احسّ بمرارة فقدان والدتي، هل سلوكي طبيعي أم لا؟ * محمد (القيروان) * الجواب: ان وفاة والدتك اثّر كثيرا على نفسيتك ومزاجك وهذه مشيئة الله يجب ان تتقبلها بكل شجاعة وايمان ويبدو انك كنت متعلقا كثيرا بوالدتك لذلك اصبت بصدمة نفسية كبيرة وتخلصك من هذه الحالة سوف يتم بصفة تدريجية وبطيئة لذلك عليك ان تتحلى بالصبر والقوة حتى تتعافى من هذه الصدمة. لا يجب اعتبار زواج ابيك من هذه المرأة عملية تعويض لكن اعتبارها ضرورية نظرا للدور الذي تلعبه المرأة في التوازن الاسري. ويمكن اعتبار سلوكك طبيعيا نظرا لافتقادك الحب والعطف والحنان الذي لا تستطيع ان تقدمه لك سوى امك. وبناء عليه يجب عليك اعادة ترتيب افكارك وسلوكاتك وتؤقلمها وتكيّفها مع مقتضيات الوضع الجديد بغية إيجاد واستعادة توازنك النفسي. * الحالة الثانية: انا فتاة في مقتبل العمر اعاني من اعاقة حركية، تقدّم لخطبتي شاب وسيم ذو اخلاق عالية له دخل محترم. المشكل يتمثل في رفض والدي هذا الخطيب مبررا موقفه بأن الشاب يشفق عليّ ولا يحبني الرجاء مدي بالنصيحة المناسبة. * سارة (نابل) * الجواب: يعتبر التريّث سيّد الموقف في هذه الحالة نظرا لما يمكن ان ينجرّ عن التسرّع من نتائج غير ايجابية في بعض الاحيان. ويمكن القول ايتها الاخت الكريمة ان عدم موافقة والدك هو موضوعي بناء على بعض التخمينات اهمها اعاقتك والخوف على مستقبلك لما في الزواج من مسؤولية كبيرة منها تربية الاطفال والقيام بشؤون المنزل كما يمكن ان نرجع رفض والدك لهذا الرجل لعدم ثقته في جدية مشاعر هذا الشاب تجاهك. انصحك آنستي بالتحدّث مع والدك بخصوص هذا الموضوع ودراسته دراسة جيدة للوصول الى الحل المناسب والمقنع الذي من شأنه ان يرضي جميع الاطراف ثم التحدث مع الشاب لمعرفة حقيقة مشاعره ونواياه.. واذا ما تم الاتفاق بين الجميع عليك تخصيص فترةللخطوبة للقيام بالتحريات اللازمة والتي على ضوئها ستخرجين بالقرار المناسب وفي الختام نتمني لك انستي حظا سعيدا. * الحالة الثالثة: لي طفل عمره 10 سنوات اصبح مزاجيا وعصبيا خلال الفترة الاخيرة التي تزامنت مع تغيب والده عن المنزل بسبب ارتباطاته المهنية. هذه الحالة النفسية السيئة اثرت على نتائجه الدراسية حاولوا تهدئته ومعرفة الاسباب التي ادت به الى هذه الوضعية لكنني عجزت عن تغيير سلوكه العدواني لذلك اتساءل كيف يمكن اعادته الى سالف طبيعته. * حياة (المسعدين) * الجواب: ان الحضور الذهني والسلطة الابوية يلعبان دورا كبيرا في ايجاد التوازن النفسي والذهني والعاطفي لدى الاطفال فالغيابات المتكررة تخلق نوعا من الاستقرار الذهني والعاطفي ويخل بالتوازن النفسي الذي يؤثر على مزاج الاطفال وبالتالي تتقهقر نتائجهم الدراسية ويصل بهم الامر الى مواجهة اضطرابات سلوكية خطيرة تؤدي بهم في بعض الاحيان الى الانحراف الاخلاقي والسلوكي. ننصحك سيدتي بالتحاور مع زوجك ومعالجة هذه المشكلة بكل هدوء وروية وايجاد الحلول المناسبة والمقنعة وفي صورة فشل هذه الطريقة والمحاولة راسلينا مجددا وسنمدّك بالمساعدة اللازمة.