قضت هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بالكاف مؤخرا بإدانة شاب يبلغ من العمر 22 سنة وسجنه لمدة عامين من أجل اضرام النار عمدا في منزل مسكون. وذكر المتهم للمحققين انه أحب فتاة من قريته حبا جارفا وحاول التقرب اليها بالطرق العادية رغبة منه في الارتباط بها بصفة شرعية الا ان والدتها رفضت هذه المصاهرة ثم اقنعت ابنتها بقطع علاقتها العاطفية بالمتهم باعتبار انه مازال عاطلا عن العمل وليس له امكانيات تؤهله لبناء بيت سعيد، عندها أصبحت الفتاة تتجاهل ما يقوم به هذا العاشق الذي عوض ان يصرف النظر عن هذا الامر فانه ازداد اصرارا على تحقيق هدفه بطرق كانت تزيدها نفورا منه، ومع مرور الايام بدأ المتهم يفكر في خطة تخضع الوالدة لمشيئته لكن تفكيره لم يقده الى تصرف حميد، بل الى مشروع ممنوع، اذ قرر المتهم ان يختطف الفتاة ثم يغتصبها حتى تجد الام نفسها مجبرة على الموافقة على الزواج قصد اصلاح الامر وذلك درءا للفضيحة وعلى هذا الأساس ظل المتهم يترصد عشيقته الصغيرة وهي فتاة لم تتخط السابعة عشر عاما الى أن جاء اليوم الذي شاهد أمها تغادر المنزل لقضاء شؤونها العاجلة، عندها اعتبر الوقت مناسبا لتنفيذ خطته فهب مسرعا الى مقر عشيقته فحالما رأته مقبلا عليها أحست بالخطر واطلقت عقيرتها بالصراخ طالبة النجدة من الاجوار فهبوا اليها وخلصوها من ورطتها وعاد المتهم يجر أذيال الخيبة وهو يحترق غيظا لفشل خطته، وحالما رجعت الام الى المنزل وعلمت بما جرى لم تجد حلا أنسب من مرافقة ابنتها الى أقرب مركز للأمن حيث قدمت شكاية طالبت فيها بتتبع المتهم عدليا ثم عادت بعد ذلك الى بيتها وقبل الوصول اليه شاهدت ألسنة النيران تتصاعد منه والأجوار يحاولون اخمادها وبدون عناء عرفت الفاعل الحقيقي وهو المتهم الذي لم يجد شيئا يطفئ به غيظه وحقده غير اضرام النار في منزل عشيقته ثم لاذ بالفرار موليا وجهته نحو الجبال معتقدا ان يد رجال الامن لن تطاله. وعادت المتضررة مرة أخرى الى مركز الامن بالمكان حيث روت لهم ما حدث فتحولوا الى مكان الواقعة ثم ألقوا القبض على المتهم وبالتحري معه اعترف بجريمته معللا افعاله بحبه الجارف للفتاة الذي أعمى بصيرته وجعله يقدم على هذه الفعلة المشينة غير ان ذلك لم يمنع هيئة المحكمة من تسليط العقوبة المذكورة عليه.