أصبح البلاستيك ببلادنا عادة استهلاكية هامة سواء لدى العائلة أو في قطاعات الفلاحة والصناعة والبنية التحتية حتى أن حجم الاستهلاك بلغ 260 ألف طن سنويا موزعة بالتساوي بين الاستعمال الصناعي والمنزلي. وتطوّر معدل استهلاك التونسي الواحد للبلاستيك في السنة من 9 كلغ سنة 1984 ليبلغ 19 كلغ سنة 1999. وتوقعت مصادر مطلعة أن يتطور استعمال المواطن الواحد للبلاستيك الى 32 كلغ في غضون 2010. ويستهلك من جهة أخرى التونسيون ما قدره 55 ألف طن سنويا أي بمقدار مليار و300 مليون وحدة (مشروبات غازية ومياه معدنية وحليب ويوغرت ومصبّرات). وأمام تزايد حجم استهلاك التونسي للبلاستيك يفترض الحديث عن الانعكاسات الصحية والبيئية لهذه الظاهرة. وفي ما يتعلق بالانعكاسات الصحية أفاد الدكتور سمير الغربي أن حفظ المأكولات مهما كان نوعها في مادة البلاستيك يخلف خطورة على الصحة نظرا لسهولة تعفّن المأكولات ولتآكل المادة البلاستيكية مع مرور الزمن. ويفرز هذا التآكل مواد تخلّف أوراما سرطانية بالجسم، كما تؤدي كثرة استعمال البلاستيك الى الاصابة بالحساسية. ونبّه الدكتور من جهة أخرى الى ضرورة تجنّب الشرب من القارورة البلاستيكية مباشرة ودون اعتماد كأس لأن طريقة الشرب تخلّف دخول الجراثيم في فم المستعمل الى القارورة لتظلّ تلك الجراثيم موجودة فتصيب مستعملها للمرة الموالية. ونصح بتجنّب حفظ المأكولات في مواد بلاستيكية وكذلك إعادة استعمال البلاستيك المستعمل. ونصح أيضا استعمال مواد بلاستيكية تحتوي على مواصفات الجودة المعروفة. أضرار بيئية يتسبّب الاستعمال غير الرشيد للمعلبات ومواد اللف البلاستيكية في تلوّث البيئة ويؤثر سلبا على نوعية الحياة بالمدن والتجمعات السكنية. ولمجابهة هذه الظاهرة تمّ تكليف الوكالة الوطنية لحماية المحيط بوضع وتنفيذ برنامج متكامل ومندمج للحد من التلوث الناجم عن النفايات البلاستيكية والعمل على احكام التصرف في نفايات اللف والتعليب من خلال تنظيم عمليات تجميعها والتشجيع على رسكلتها وتثمينها وإدماجها بالدورة الاقتصادية وتعتبر منظومة إيكولف من بين الاجراءات الأولى للحدّ من التلوث النّاجم عن البلاستيك. وتطور عدد المنخرطين بهذه المنظومة ليبلغ 104 خلال سنة 2003. وتطورت اجراءات جمع نفايات البلاستيك منظومة إيكولف من الجمع التلقائي الى الجمع بمقابل. وتمّ منذ 10 أفريل 2001 الانطلاق في استغلال 4 نقاط بتونس وسوسة فتطور عدد النقاط الوظيفية ليصل مع شهر أفريل 2003 الى 52 نقطة منها 7 نقاط موسمية و11 نقطة مستغلة من طرف الخواص. وبفضل هذه المنظومة تمّ احداث ما يفوق 1285 مؤسسة صغرى في ميدان جمع البلاستيك وتوفير موارد رزق لما يقارب عن 3850 من المواطنين بفضل عائدات الكميات المجمعة يوميا حيث بلغت الاعتمادات المصروفة لفائدة المجمّعين ما يناهز 1.2 مليون دينار لحدّ نهاية شهر أفريل 2003. وبناء على تزايد معدل استعمال التونسي للبلاستيك باعتبار سهولة الاستعمال من جهة وارتفاع نسبة تصنيعه في بلادنا من جهة أخرى فإنه لا بدّ من الانتباه الى مضارّه ومخاطره الصحية والبيئية بالتكثيف من الاجراءات الصارمة وتوعية المواطن بضرورة تجنّب استعماله.