يظهر استطلاع جديد أجراه مركز أبحاث بيو الدولي تزايد السخط الدولي إزاء الولاياتالمتحدة وسياساتها بعد عام من غزوها واحتلالها للعراق، وأن التأييد للرئيس الأمريكي جورج بوش منخفض بصورة خاصة. حيث تظهر نتائج الاستطلاع أن الرأي العام في ألمانيا وفرنسا سلبي الآن تجاه الولاياتالمتحدة مثلما كان على الأقل لدى انتهاء الحرب. كما أن وجهات نظر البريطانيين أكثر انتقادا بصورة جازمة. وأن النظرة إلى الموقف الأمريكي الأحادي الجانب تظل قائمة على نطاق واسع في الدول الأوروبية والعربية والإسلامية التي يعتبر التأييد لبوش فيها هو الأكثر هبوطا. وقال مدير الاستطلاع «إن هذا الاستطلاع يقول لي إن السخط على أمريكا هو مشكلة طويلة المدى يتعين على الزعماء الأمريكيين أن يواجهوها، ولم يسبق أن رأينا نسبا متدنية كهذه تجاه الولاياتالمتحدة.» وقد دمرت الحرب على العراق مصداقية أمريكا في الخارج. وأن الشكوك وراء دوافع الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على ما تسميه «الإرهاب» آخذة بالازدياد، وأن نسبة مائوية متزايدة من الأوروبيين يريدون أن تكون سياستهم الخارجية وترتيباتهم الأمنية مستقلة عن سياسات وترتيبات الولاياتالمتحدة. ويوجد عبر أوروبا تأييد كبير للاتحاد الأوروبي لكي يصبح قويا كالولاياتالمتحدة. سخط وغضب ويرى تقرير بيو أنه في الدول التي يكثر فيها المسلمون في العدد والنفوذ يظل الغضب تجاه الولاياتالمتحدة قائما على الرغم من أن مستوى الكراهية قد خف بعض الشيء وأن تأييد الحرب على الإرهاب ازداد ببطء. وعلى أية حال فإن صورة اسامة بن لادن لدى نسبة كبيرة من المسلمين مشجعة حيث يلقى تأييد نحو 65 بالمائة من الباكستانيين و55 بالمائة في الأردن و 45 بالمائة في المغرب، وحتى في تركيا توجد له شعبية، حيث أن 31 بالمائة من الأتراك يقولون أن الهجمات الانتحارية ضد الأمريكيين والأوروبيين بشكل عام مبررة. وأن الأكثرية في جميع الدول العربية والإسلامية التي جرت فيها عملية المسح للرأي تشكك في صدقية الحرب على الإرهاب. وبدلا من ذلك فإن معظم الناس يقولون إنها محاولة للسيطرة على نفط الشرق الأوسط والسيطرة على العالم. ولم يكن هناك سوى تغيير ضئيل في الآراء تجاه الحرب على العراق، وباستثناء بريطانيا، حيث التأييد لقرار الذهاب إلى الحرب انخفض بحدة من 61 بالمائة في شهر ماي إلى 43 بالمائة في عملية المسح الراهنة. وبالمقابل فإن 60 بالمائة من الأمريكيين يواصلون دعم الحرب. وفي الدول الحليفة للولايات المتحدة من «غير الراغبين في الحرب» فإن أكثرية كبيرة في ألمانيا وفرنسا وروسيا لا زالت تعتقد أن بلدانهم اتخذت القرار الصحيح في عدم المشاركة في الحرب الأمريكية على العراق وعلاوة على ذلك فإن هناك اتفاقا واسعا في كل الدول تقريبا التي شملتها عملية الاستطلاع-باستثناء الولاياتالمتحدة بشكل ملحوظ-على أن الحرب مضرة أكثر منها مساعدة للحرب على الإرهاب. وفيما وجد الاستطلاع أن أكثرية في دول أوروبا الغربية التي تعارض الحرب يقولون إن الإطاحة بنظام حكم الرئيس صدام حسين سيحسن ظروف الشعب العراقي، إلا أن الأكثرية في الدول العربية والإسلامية هي أقل ثقة في هذا الأمر. ففي الأردن فإنه لا يقل عن 70 بالمائة من الذين ردوا على أسئلة الاستطلاع يعتقدون أن ظروف العراقيين ستكون أسوأ بذهاب صدام حسين. اختلافات ووجدت عملية الاستطلاع التي أجريت في الفترة ما بين فيفري وأوائل مارس في كل من الولاياتالمتحدة وتسع دول أخرى أن هناك نقطة اتفاق مهمة في الرأي حول مستقبل العراق. فإن الأكثرية الساحقة في الدول التي شملها الاستطلاع يقولون أن الأمر يتطلب أكثر من عام لقيام حكومة مستقرة في العراق. ولكن هناك اختلافات عميقة حول ما إذا كانت الولاياتالمتحدة أو الأممالمتحدة ستقوم بالعمل بشكل أفضل في مساعدة الشعب العراقي على تشكيل مثل هذه الحكومة. فالأممالمتحدة هي الخيار الواضح لشعوب أوروبا الغربية وتركيا والأمريكيون منقسمون حول هذه المسالة. ولكن نحو نصف الأردنيين وثلث المغاربة قالوا انه لا الولاياتالمتحدة ولا الأممالمتحدة يمكن أن تقوم بالعمل الأفضل في هذا المجال. وفيما يعتقد الأمريكيون أن الحرب على العراق ساعدت في الحرب ضد الإرهاب، وأن أمريكا يمكن الثقة بها وأنها مؤيدة للديمقراطية في العالم. فإن الشعوب الأخرى لا تشاطر الأمريكيين رأيهم. فأكثرية الألمان والأتراك والفرنسيين ونصف البريطانيين والروس يعتقدون أن الصراع في العراق قوض الحرب ضد الإرهاب. وعلى الأقل فإن نصف الذين ردوا على الأسئلة في الدول الثماني يرون أن الولاياتالمتحدة أصبحت أقل مدعاة للثقة كنتيجة للحرب على العراق. وحتى بالنسبة للأكثرية فإنه حتى القوة العسكرية الأمريكية لا ينظر إليها بشكل أفضل كنتيجة للحرب على العراق. ويعتقد عدد متزايد من الأوروبيين أيضا أنه ينبغي على حكوماتهم الحصول على موافقة الأممالمتحدة قبل التعامل مع أي تهديد دولي. وهذه الفكرة محفوفة بالمشاكل بالنسبة للأمريكيين. وعلى الرغم من وجود أرضية مشتركة ضئيلة، فإنه لا يزال هناك عداء كبير تجاه الولاياتالمتحدة في الدول الإسلامية التي شملها الاستطلاع. وهناك أعداد كبيرة في كل من هذه الدول لديها وجهة نظر سلبية تجاه الولاياتالمتحدة. والأكثرية الساحقة في الأردن والمغرب تعتقد أن الهجمات ضد الأمريكيين وغيرهم من الأوروبيين مبررة، ويزداد هذا العدد بقولهم الشيء نفسه عن العمليات الاستشهادية الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. ويقول نحو نصف الباكستانيين أيضا ان الهجمات الانتحارية ضد الأمريكيين في العراق وضد الإسرائيليين مبررة. فيما يقل العدد قليلا في تركيا بهذا الشأن، ولكن هناك عددا أكبر من الأتراك يرون أن الهجمات الانتحارية ضد الأمريكيين في العراق مبررة ويقولون نفس الشيء بشان العمليات الاستشهادية ضد الإسرائيليين.