اختلف سائق سيارة مخبزة مع شابين فقاد السيارة الى الخلف ودهس الشابين ثم التحق بأحدهما وواصل تعنيفه فكان هذا سببا في إحالته على المحاكمة. تفيد وقائع القضية التي نظرت فيها احدى الدوائر الجناحية بالمحكمة الابتدائية بأريانة مؤخرا أن خلافا جد بحي التضامن (قرب العاصمة) بين شابين وسائق سيارة يستعملها لتوزيع الخبز على الدكاكين بالاحياء المجاورة، وهي على ملك والده صاحب المخبزة. فما كان من صاحب السيارة إلا أن قادها الى الوراء محاولا دهس الشابين مما أحدث لهما أضرارا مختلفة ولم يكتف بذلك بل نزل من السيارة والتحق بأحد المتضررين وواصل تعنيفه. وقد حضر المتهم موقوفا أمام هيئة المحكمة فأنكر ما نسب اليه بل ذهب الى أنه لم يكن يوم الواقعة موجودا بالحي، وإنما كان بمدينة القيروان. وتولى لسان الدفاع تقديم مرافعته فاستغرب غياب الشهود سيما وأن الواقعة قد حصلت بحي شعبي يعج بالسكان وكان ذلك في واضحة النهار (في الساعة الثانية بعد الزوال). كما استغرب من عدم معاينة الباحث الابتدائي للسيارة، فإذا كان المتهم قد دهس بها الشابين فكيف لم تتضرر السيارة؟ واستغرب أيضا من عدم التحاق المتضررين بالمستشفى في يوم الواقعة، مع أنه لا يبعد إلا بضعة أمتار واكتفيا بتقديم شهادة طبية تستوجب راحة ب 15 يوما. ولم تقدم القضية إلا بعد يومين من حصول الواقعة وهكذا خلص لسان الدفاع الى أن القضية كيدية. ونظرا لانكار المتهم في كل مراحل البحث ونظرا لعدم وجود الشهود ولا لأي دليل مادي على تورّطه في الاعتداء والتعنيف بالاضافة الى أنه نقيّ السوابق وله عمل قار وهو أب لعائلة وأن زاعمي الضرر قد تراجعا في أقوالهما وتنازلا عن حقيهما فقد طالب بإيقاف اجراءات التتبع والحكم بعدم سماع الدعوى، والتخفيف مع الضم، إن رأت المحكمة خلاف ذلك. وقد رأت هيئة المحكمة تأخير البت في القضية لاصدار الحكم يوم 16 مارس 2004.