قصد شاب عرّافا ذاع صيته للتداوي وحين استعصى الداء على العلاج الرعواني تأكد الشاب انه تعرض الى عملية تحيّل فرفع أمره الى القضاء. فقد نظرت الدائرة الجناحية للمحكمة الابتدائية ببن عروس في القضية التي جاء فيها ان الشاب اشتد به المرض فطلب الشفاء ولو عند العرّافين وقد أعلمه بعض الاجوار ان «فلانا» العرّاف لن يعجز عن مداواته فقصده وفتح له صدره وحكى واشتكى وألح في طلب العلاج الذي حصل عليه في شكل «بخور» مشفوع بتوصية لا يختلف عليها متطببان «ضع البخور في النار واستنشق» وتنفّس الشاب الوصفة حتى تبخرت آماله في الشفاء فتأكد حينئذ انه أضاع أمواله وتقدم بشكوى الى مصالح الامن اتهم فيها العرّاف بالتحيل عليه وبيعه الوهم مقابل دينارا تسلمها في مقهى كائن بمدينة فوشانة على اثر موعد حدّداه هناك سلفا. زمالة وكيد مثل المتهم أمام هيئة المحكمة ورد التهمة على زاعم المضرة ونفى نفيا قاطعا تهمة التحيل رغم اعترافه انه عالج زاعم المضرة الذي سلمه في المقابل مبلغ دنانير ونصف دينار (لا دينارا كما ادعى المتضرر) وأضاف المتهم انه تعرض الى عملية كيدية يقف وراءها خال المتضرر الذي يتعاطى المهنة ذاتها في نفس الحي وقد كسدت «تجارته» وعجز عن المنافسة الشريفة فأوكل لابن أخته مهمة التخلص منه بالكيد له واتهامه بالتحيل ومن ثمة ازاحته من طريقه فيخلو له الجو وينفرد بالعمل وحده في الحي. وقد تمسك المتضرر باتهام العرّاف وأيدته والدته وخاله في ما ذهب اليه مؤكدين أنه سلم فعلا دينارا للمتهم. رأت المحكمة تأجيل التصريح بالحكم الى جلسة لاحقة.