أحيل أمس أمام احدى الدوائر الجناحية بابتدائية العاصمة شاب في الثلاثين من العمر من أصل افريقي من أجل اتهامه بالتحيل. وقائع القضية، مثلها مثل العديد من القضايا الأخرى التي تورّط فيها أفارقة، إلا أن ما ميّزها عن غيرها هو وعد المتهم لضحيته بأن يحوّل أوراقا بيضاء الى مبالغ مالية من فئة الثلاثين دينارا تونسية خلافا للعادة اذ يتمّ وعد المتضرّر بتحويل الأوراق الى الدولار الأمريكي. وطلب الافريقي من ضحيته التونسي تمكينه من مبلغ مالي ليخلطه بباقي الأوراق البيضاء المقطوعة حسب مقاييس الورقة من فئة ثلاثين دينارا تونسية على أن يقدّم له لاحقا ضعف المبلغ الذي سلمه إياه. استجاب المتضرر لطلب المتهم ومكنه من مبلغ قارب العشرة آلاف دينار، وظلّ ينتظر ضعف ذلك، إلا أن انتظاره طال حتى تأكد من أنه تعرض الى عملية تحيّل، فتوجه الى أحد مراكز الشرطة وأبلغ بالموضوع مقدّما أوصاف المتهم ومكان تردده. وقد تمكن المحققون بعد جملة من الأبحاث والتحريات من إلقاء القبض على المظنون فيه الذي اعترف أثناء التحرير عليه مصرّحا بأنه فعلا يمتلك قدرات خارقة على تحويل الأوراق البيضاء الى أوراق نقدية، وبذلك مثل اعترافه ركنا من أركان ادانته اضافة الى المحجوز والمتمثل في بعض الأدوات التي يستعملها في مثل هذه الجرائم لتصدر في شأنه النيابة العمومية بطاقة ايداع بالسجن وتقرّر احالته على الدائرة الجناحية بابتدائية تونس لمقاضاته من أجل ما نسب إليه. وبمثوله أمس أمام هيئة المحكمة قرّرت الهيئة القضائية تكليف محام للقيام بالترجمة خاصة أن المتهم لا يتقن اللغة العربية، حيث صرّح بأنه فعلا يمتلك قدرات خارقة تمكنه من تحويل الأوراق البيضاء الى مبالغ مالية وأنه قادر على «خلق» ما لا نهاية له من المال، لكنه أنكر أن يكون قد تسلّم أي مبلغ من المتضرّر وطالبت النيابة العمومية بمحاكمته وفقا لفصول الاحالة ولائحة الاتهام، فيما قرّرت الهيئة القضائية بعد المفاوضة القانونية الحكم بالإدانة والسجن.