أفلتت فتاة تبلغ من العمر 24 سنة من جلاّدها وساعدتها فتاة أخرى على التحول الى مركز الاستمرار بالكبارية حيث روت على مسامع الأعوان مأساة تواصلت أكثر من 36 ساعة قضت جزءا منها في الغابة وآخر في مواسير المياه، وثالثا في غرفة فوق سطح منزل أحد مختطفيها الأربعة. تماسكت الفتاة قليلا في المخفر بعد ان استعادت الطمأنينة ثم بدأت بروايةمأساتها على مسامع أعوان الامن. التذكرة الطعم حدّثت الفتاة قالت انها بلغت العاصمة قادمة من نابل في حدود منتصف النهار، لم تكن على حد تعبيرها تنوي التحول الى العاصمة بل الى بئر الباي غير ان القطار كان مسترسلا فلم تتمكن من النزول في المحطة المقصودة، وفيما كانت تفكر في طريقة للعودة على أعقابها دنا منها شاب وسلّم ثم اعلمها باسمه وبدأ يحادثها عن الاجواء الاحتفالية التي تعيشها العاصمة بمناسبة نهائي بطولة افريقيا لكرة القدم (كان ذلك يوم 13 فيفري، أي يوما واحدا قبل النهائي، في محطة الارتال ببرشلونة) وحين لاحظ اهتمامها بالاجواء طلب منها مرافقته لحضور المقابلة فوافقته وهاتفت عائلتها واعلمتهم انها ستقضي الليلة عند صديقتها ثم اتجها معا نحو محطة الارتال بتونس الشمالية بحثا عن التذاكر فوجدا أنها قد نفذت، وأضافت الفتاة انهما امتطيا لاحقا المترو رقم واتجها نحو حي شعبي لاشتراء التذاكر من أحد معارف مرافقها. غابة وقنوات مياه حال وصولهما الى وجهتهما وجد الشاب أحد أصدقائه فترك الفتاة معه وتعلل بقضاء شأن وأثناء غيابه قدم شابان آخران على متن دراجة نارية وبعد قليل عاد الشاب الاول فانفرد بالفتاة واعلمها أنه قرر وأصحابه «الاختلاء» بها فلاذت بالصمت لأنها لمحت أسلحة بيضاء بحوزتهم على حد تأكيدها. وأضافت ان الشبان نقلوها الى الغابة وعبثوا بها ثم مكثوا في الغابة الى ان أقبل الليل فعادوا بالفتاة الى الحي وهناك أدخلها أحدهم الى منزله في غفلة من أهله وآواها في غرفة فوق السطوح قضت بها الليلة برفقته وأوضحت أنه كان مسلحا بسيف وساطور... في الصباح تسللا الى الخارج ولحقا ببقية أصدقاءه الذين رافقوهما الى بطحاء تجري بها أشغال وهناك أدخلوا الفتاة الى احدى قنوات توزيع المياه وعاودوا العبث بها الى ان خلت الشوارع من المارة (موعد بث المقابلة) فأخدها أحدهم الى منزل والديه الذي كان خاليا من أهله وأجبرها على المكوث معه الى ان انتهت المقابلة بانتصار تونس فكانت فرحته أكبر من ان يلازم المنزل ولهذا أخرج الفتاة معه الى الشارع فتمكنت من استغلال انشغاله بالاحتفال وهربت واستنجدت بفتاة ساعدتها على الوصول الى مركز الامن. ايقاف المشبوه فيهم أدلت الفتاة بأسماء وأوصاف الشبان الاربعة فتولت فرقة الشرطة العدلية بسيدي البشير البحث عنهم وتمكنت من ايقافهم واحدا اثر الآخر سويعات قليلة بعد البلاغ وقد اعترف الشبان الاربعة بالتهم الموجهة اليهم وتعرفت عليهم الفتاة التي أكد الفحص الطبي انها تعرضت الى العنف والمواقعة. فأحيل المظنون فيهم على أحد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة لمزيد البحث معهم من أجل تحويل وجهة فتاة سنها فوق العشرين ومواقعتها غصبا تحت التهديد.