خطوة جريئة تلك التي اتخذها وزير التربية والتكوين بإصداره لمنشور يخصّ السلوك المنافي للحياة المدرسية، وهو للأسف سلوك شكل ظاهرة جديدة داخل مدرستنا حيّرت الأولياء والمربين. منشور الوزير وضع يده على نصف الحل بإقراره واعترافه بوجود بعض مظاهر ذلك السلوك تستشري في عدد من المدارس الاعدادية والمعاهد ويبقى النصف الآخر ليكتمل الحل لهذه الظاهرة وهو ضرورة الحزم في تطبيق ما جاء به المنشور وتحويل تلك الاجراءات المتخذة الى تقاليد داخل مدرستنا وأهمها الدعوة الى الاصغاء للتلاميذ والوقوف على حقيقة مشاكلهم الدراسية والعائلية والاجتماعية. ولن يكتمل الحل لهذه المظاهر من السلوك المنافي للحياة المدرسية كما أسماه منشور الوزير إلا إذا وقفت المدرسة على حقيقة العلاقة بين المدرّس والتلميذ وهي علاقة تحتاج الى مراجعة أكيدة وعاجلة تعيد للمدرس اعتباره وللمدرسة احترامها وقداستها. فسيكون من العيب بعد تطبيق منشور الوزير أن نسمع عن تلميذ يحمل في محفظته «سكينا» يعتدي به على مدرسته (حدث هذا في أحد المعاهد) وعن تلميذ يهدد المدرّس خارج المدرسة. إنّ التطبيق الحازم لمنشور الوزير سيكون الحلّ لمواجهة ظاهرة تفشّت واستفحلت.