من أبرز الاسماء الشابة في جيل الالفية الثالثة لكرة القدم التونسية متوسطة الميدان الحركي للمنتخب الوطني الاولمبي والنجم الرياضي الساحلي اللاعب المهذّب والرصين مجدي تراوي الذي يتمتّع الى جانب امكاناته الفنية الجيدة كلاعب واعد لم يتخط العشرين ربيعا من عمره بلسانه الفصيح وكلامه العميق الذي يحيل على قيمة الثقافة التعليمية في تكوين اللاعب... على هامش ترشح المنتخب الوطني الاولمبي لنهائيات اثينا كان الحديث التالي مع مجدي تراوي ليلامس اكثر من نقطة وموضوع. * من 6 ديسمبر 2003 الى 27 مارس 2004 حققت مع النجم الساحلي والمنتخب الاولمبي انجازين من الاهمية بمكان،،، بماذا تعلّق؟ أقول ما رضاء الله الا برضاء الوالدين... واعتبر كأس كؤوس افريقيا مع النجم الساحلي والترشح لنهائيات الالعاب الاولمبية مع المنتخب الوطني شرف كبير لابناء جيلي ودافع معنوي لمزيد النجاح بكل ثقة في النفس... وخلاصة ما تحقق الايمان بحقيقة واحدة مفادها العمل ثم العمل. * وصفوها بمجموعة الموت... وتعثرتم أمام السينغال في تونس... فماذا تغيّر حتى نراكم تقفزون فوق الجميع وتنالون شرف الترشح؟ تعادلنا أمام السينغال على أرضنا جعل البعض يتحدّث عن انسحابنا قبل الاوان واعتبار جني بعض النقاط في حد ذاته شرف لهذا المنتخب... لكن مقابل ذلك راجعنا انفسنا واقتنعنا بأن كل مباراة سنلعبها يجب ان تكون بنكهة الكأس... عملنا جيدا تحت اشراف اطار فني متكامل وتعبنا كثيرا... الى أن جاءت مباراة نيجيريا واعادت الثقة الى النفوس قبل ان يتجدد الاحساس باننا قادرون على الافضل اثر انتصارنا الباهر في مصر والحمد الله أن كان الترشح الذي عبّر بصدق على جو عائلي ممتاز وجهد مشترك بين مكونات المنتخب وانخراط واضح من اللاعبين مع عمل الاطار الفني لا سيما وان تتويج منتخب الاكابر بكأس امم افريقيا دعّم ثقتنا بأنفسنا وجعلنا نطير بجناحين من القوّة والامل نحو أثينا 2004 . * كيف تحدّد من وجهة نظرك اضافة المدرب خميّس العبيدي؟ سي خميس مدرب كفء يحمل تاريخا كبيرا كلاعب دولي سابق ويعرف جيدا جزئيات النجاح في مثل المقابلات التي خضناها لحساب التصفيات الاولمبية اضافة الى تركيزه على نقاط قوّة المجموعة وعمله الكبير على المستوى المعنوي. * ... والمدربّ نبيل معلول؟ هو الاخر قام بعمل كبير ونجاحه الى جانب السيد روجي لومار على رأس منتخب الاكابر يؤكد ذلك... ونحن كلاعبين شبان نأخذ من سي نبيل الكثير اعتبارا لخبرته وتجربته كلاعب كبير اضافة الى ان عنصر الانسجام الموجود بين السيدين خميس العبيدي ونبيل معلول اقام الدليل على أن الكرة العصرية تقوم على جهد جماعي بما ان هذا الثنائي يكملان بعضهما البعض دون ان أنسى الاشادة والتنويه بجهود بقية افراد الطاقم الفني وأعني المدرب يوسف السرياطي والمعد البدني بوبكر الحناشي والاطار الطبي... في كلمة ما لمسناه ان المنتخب الاولمبي اكد بما حققه اهمية التكامل بين جميع مكوناته من جهاز فني وطبّي واطار مسيّر. * هل تعتقد بأن مهمتكم انتهت بكسب ورقة الترشح أم أن هناك طموح لتحقيق اول انتصار لتونس في تاريخ النهائيات الاولمبية؟ ما هو متوفر من احاطة وتشجيع ومتابعة من اعلى مستوى يفرض علينا ان نقطع مع عقلية العبرة بالمشاركة لأن ذلك العهد قد ولّى وانتهى، واذا ما اشرت في سؤالك الى الطموح في كسب اول انتصار في النهائيات الاولمبية فأنا اجيبك باحساس الواثق من قيمة منتخبنا... لمَ لا نراهن على اول ميدالية لا سيما وأن احراز منتخب الأكابر على كأس افريقيا للأمم يضعنا في قمّة الاحساس بأننا جديرون بذلك... فقط اقول بأن الترشح لنهائيات أثينا ليس سوى خطوة نحو افاق ارحب ومثلما كنا في التصفيات داخل مجموعة صعبة واستطعنا ان نكسب الرهان بامكاننا ان نكرّر السيناريو في الاولمبياد. * المهمّ تحقق... والأهم ماذا يلزمه ليتحقق؟ المحافظة على نفس المجموعة والاستمرارية على جميع المستويات تساوي اكثر لحمة وقوّة نفسانية واعتقادي ان اربعة اشهر للتحضيرات فترة كافية حتى نكون على أتم الاستعداد مع ضمان التباري وديّا مع منافسين من الطراز الجيّد... وبعد أن عرفنا قيمتنا على المستوى القاري وترشحنا على حساب منتخبات لها اسمها وقيمتها يتعيّن علينا أن نسعى الى اختبار انفسنا على الصعيد العالمي لا سيما وان نهائيات الالعاب الاولمبية يمكن وضعها في نفس القيمة مع كأس العالم. * في تقديرك من هم اللاعبون الموجودون في المنتخب الاولمبي وتراهم قريبين من منتخب الاكابر؟ هناك من هو موجود في المنتخب الاول على غرار كريم حقّي وكريم السعيدي وانيس العياري والفرصة متاحة للجميع في ضوء ما يعتمده الاطار الفني من فتح للابواب امام كل ذي مقدرة على الاضافة واخر عيّنة على ذلك دعوة سيف غزال وهو ما يؤكد بأن المنتخب الاولمبي هو الخليّة الاولى التي تزوّد منتخب الاكابر في كل آن وحين. * ... وبالنسبة اليك أي طموح يسكنك في هذا الاتجاه؟ الطموح والعمل بالنسبة اليّ وجهان لعملة واحدة حتى احقق ما أرنو اليه من أحلام كرويّة ممتدة. * نأتي الان الى فريقك النجم الرياضي الساحلي... كيف ترى بقية مشواره بعد الانسحاب من الكأس العربية؟ بالنسبة الى الكأس العربية فإن الحظ تنكر لنا دون ان ننسى بأننا اضعنا الترشح في سوسة حين تعادلنا على ميداننا امام الاهلي المصري والاسماعيلي اما بالنسبة الى سباق البطولة الوطنية فإن المشوار مازال طويلاوهو ما يقتضي منّا العمل على عدم اضاعة أية نقطة في الثماني مقابلات الباقية. * ... معنى هذا أن «هروب» الترجي حديث سابق لاوانه؟ نحن في بداية مرحلة الاياب وحين نضع في حسابنا ضرورة جني 24 نقطة في المقابلات الثمانية الباقية ومنافسنا المباشر على البطولة الترجي الرياضي سنواجهه في سوسة فإن امر التتويج لم يُحسم بعد وحظوظنا تبقى قائمة ولا مجال للتكهنات المسبقة. * المتتبع لمسيرتكم يلاحظ بأن انتصاراتكم في سوسة كثيرا ما تتحقق بشيء من الصعوبة... بماذا تعلق؟ آخر انتصار كسبناه على حساب نادي حمام الانف كان بنتيجة عريضة... أما لماذا تأتي بعض الانتصارات بصعوبة فذلك يعود الى أن الاندية ا لتي تأتي الى سوسة كثيرا ما تعتمد ضدنا طرقا دفاعية قوامها «عشرة لتالي» وهو ما يخلق شدا عصبيا وتوترا ملحوظا مع ضغط الجمهور يصبح بذلك الانتصار صعبا... لأن منافسينا حين يأتون الى سوسة يعتبرون التعادل مع النجم الساحلي نتيجة ايجابية... وحين نلعب خارج ميداننا نجد انفسنا في وضعيات احسن من حيث توفر المساحات للعب وفرص اكبر للخروج بالفوز. * ماذا يمكن ان ينتظر جمهور النجم من المدرب الفرنسي برنار سيموندي؟ هذا المدرّب يعمل بجدية كبيرة بمعية مساعديه السيدين الشاذلي مليك ورضوان الصالحي واعتقد انه بمرور الايام ستبرز ملامح اضافة «سيموندي» وستعبّر النتائج عن ذلك بوضوح لانه مدرّب كفء وأظن أن الهيئة المديرة لم تخطئ العنوان عندما انتدبته. * خطتك كمتوسط ميدان تضعك في صميم منافس مباشرة مع عديد اللاعبين... كيف تنظر الى هذه الناحية؟ المنافسة مطلوبة وضرورية لأن كل لاعب مطالب بأن يتعب من أجل الظفر بمكانة أساسية ومن موقعي فإنني اعتبر المنافسة امرا اساسيا لتطوير مستوى اللاعب وافادة الفريق. * في بعض الاحيان نراك في موقع مغاير... ظهير ايمن مثلا... الا يقلقك ذلك؟ عندما انضممت الى صنف الاكابر كنت اشغل خطة صانع العاب كما انني لعبت في شبان النجم في اكثر من موقع في وسط الميدان... ثم ان الكرة العصرية اليوم وعلى غرار ما هو موجود في اوروبا تفرض على اللاعب الانسجام مع كل الخطط ويجب ان يعرف مهما كان موقعه كيف يدافع وكيف يهاجم... الخلاصة لابد من التأقلم مع كل خطة لا يقلقني ذلك بقدر ما يحفزني على مزيد البذل والعطاء.