نظرت الدائرة الجنائية بمحكمة قفصة الابتدائية مؤخرا في قضية اتهم فيها شاب بقتل صديقه غرقا أثناء ممازحته وبعد المحاكمة اقتنعت بأن المتهم لم يقصد قتل صديقه ولم يخطط لذلك فقضت بسجنه مدة 8 أشهر فحسب. تعود وقائع هذه القضية الى يوم 6 أوت 2003 عندما توجه المظون فيه (19 سنة) صحبة اثنين من أصدقائه الى بركة ماء بأحواز «الرديف» للسباحة وبوصولهم البركة قام أحدهم برمي المظنون فيه بالماء علي سبيل المزاح وكردّ فعل أمسك المظنون فيه بصديقه مازحا وأنزل له رأسه تحت الماء بعض الوقت ثم ترك سبيله لكن علامات التعب والإرهاق بدت على الهالك الذي راح يشرب الماء بدون إرادته. وقد حاول المظنون فيه انقاذ صديقه بعد أن أحسّ أنه بصدد الغرق لكنه أمسك به بقوة فخاف المظنون فيه إذّاك على نفسه وقرّر التملّص من قبضة صديقه والاتجاه الى حافة البركة ثم رمى بوعاء من البلاستيك الى صديقه الثاني حتى يستغله في انقاذ الغريق لكن المحاولة باءت بالفشل فقد اختفى الغريق تحت ماء البركة، قرّر المظنون فيه عندئذ التخلّص من نعل الهالك وقميصه، واتفق مع صديقه الآخر على كتم السرّ تجنّبا للمشاكل ثم اتّجه كل في حال سبيله. شرع والد الهالك في البحث عنه ثم اتصل بالمظنون فيه خلال اليوم الموالي فأنكر في البداية أي علم له بأمره ثم تراجع وأخبره بالحقيقة. وقد تمّ اخراج الجثة من بركة الماء وعرضها على الطبيب الشرعي الذي أكد أن الوفاة ناتجة عن الاختناق بسبب الغرق وأن الجثة لا تحمل آثار عنف لكن هذا لم يمنع من احالة المظنون فيه على المحاكمة بتهمة القتل العمد مع سابقية القصد. وقد ركز محاميه في مرافعته على الصداقة الحميمة التي كانت تجمع منوبه بالهالك وأكد عدم توفر القصد الاجرامي في الواقعة ثم أرجع تأخر المتهم عن الاعلام بالواقعة في الوقت المناسب الى الحالة النفسية السيئة التي كان عليها وقد اقتنعت هيئة المحكمة بغياب القصد في الفعلة فأدانت المتهم بجريمة القتل غير المتعمد الواقع بسبب عدم الاحتياط وقرّرت سجنه مدة 8 أشهر.