تمكّن محققو فرقة الشرطة العدلية بمدينة المسنتير بفضل دقة تحرياتهم وحنكتهم من إماطة اللثام عن مزاعم فتاة كانت تقدّمت الى أحد مراكز الأمن مدّعية تعرّضها لعملية تحويل وجهة واغتصاب ومفاحشة تحت التهديد والعنف من قبل أربعة شبان ثبت في ما بعد بطلان روايتها. وكانت الفتاة التي تجاوز سنها العشرين سنة أصيلة الوسط الشرقي تقدمت ذات ليلة من أحد مراكز أمن مدينة المنستير لترفع شكوى ادّعت فيها تعرّضها للاغتصاب والمفاحشة بعد تحويل وجهتها من قبل شابين وقالت إنهما كانا يمتطيان دراجة نارية اعترضا طريقها أثناء عودتها الى منزل والديها في حدود التاسعة ليلا بعد قضائها بعض الشؤون الخاصة. كانت الفتاة تسرد تفاصيل ما حصل لها بعيون دامعة محاولة كسب تعاطف أعوان الأمن معها متظاهرة بالتعب والانهيار النفسي جرّاء ما وقع لها وساعية قدر الامكان الى حمل المحققين على تصديق مزاعمها حين ادّعت أنها كانت تحثّ الخطى نحو منزلها عندما فاجأها شابان يركبان دراجة نارية وأوضحت أنهمها اقتربا منها وحاولا معاكستها لكنها لم تعرهمها أدنى اهتمام وواصلت طريقها في صمت لكنّ الشابين التحقا بها واستغلّ أحدهما قلّة الحركة بالشارع ليقفز من الدراجة ويشهر في وجهها سكينا كبيرة كان يخفيها تحت جمازته، وأوضحت أنه وضع نصلها على رقبتها وشدّها من شعرها وأرغمها على ركوب الدراجة النارية مهددا إياها بالذبح إن هي فكّرت في المقاومة أو طلب النجدة. وأمام هول المفاجأة وخطورة الموقف لم تجد الفتاة حسب ذكرها بدّا من الانصياع لرغبة الشاب مكرهة على ذلك فانطلقت بهم الدراجة النارية مسرعة نحو مكان تجهله سرعان ما تبيّنت أنه بناية مهجورة في أطراف المدينة. قاد الشابان الفتاة تحت التهديد الى أحد أركان البناية أين أجبراها على التعرّي ولما رفضت انهالا عليها صفعا ولكما فانهارت وخارت قواها تماما ولم تعد قادرة على المقاومة فما كان منهما إلا أن جرّداها من ملابسها وتداولا على النيل منها. وفي أثناء ذلك حلّ بالمكان شابان آخران صديقان للمتّهمين اللذين تنازلا لهما عن الفتاة. طلب الشابان اللذان التحقا بالمكان من الفتاة تمكينهما من نفسها ولمّا رفضت عنّفاها ثم تداولا عليها. ولم يقف الأمر عند هذا الحد إذ قام الشبان الأربعة بتقييدها ومفاحشتها ولم يتركوا سبيلها إلا في ساعة متأخرة قرّرت اثرها الاتصال بأقرب مركز أمن لرفع شكوى في الغرض. مزاعم باطلة أمام خطورة ما ادّعته الفتاة تجنّد أعوان فرقة الشرطة العدلية بالمنستير للقضية وأعادوا الاستماع الى مزاعم الفتاة وعلى ضوء ما قدمته من أوصاف أمكن لهم إلقاء القبض في ظرف وجيز على 4 شبان تتراوح أعمارهم بين 20 سنة و25 سنة، وبالتحقيق معهم أنكروا ما نُسب إليهم وادّعوا أن اثنين منهما تعرّفا الى الفتاة ذات مرة وظلاّ على اتصال معها الى أن اتفقا معها على قضاء ليلة ساخنة فضربا معها موعدا كانت سبّاقة الى الوفاء به، إذ وجداها في انتظارهما فتحوّلوا جميعا الى منزل مهجور في طور البناء وفي الأثناء أقبل صديقان لهما فانضمّا إليهم وقام الشبان الأربعة بممارسة الجنس مع الفتاة برضاها التام ثم انصرفت في حال سبيلها وفوجئوا بعد ذلك بأنها تتهمهم باغتصابها وتحويل وجهتها تحت طائلة التهديد والعنف وهو ما استغربوه تماما. وجد المحققون أنفسهم أمام روايتين متضاربتين فكثفوا من تحرّياتهم وأجروا معاينة للمكان فتبيّن لهم بطلان مزاعم الفتاة نظرا لما تجمّع لديهم من قرائن وشهود أجمعوا على أن الفتاة كانت تصاحب الشبان بمحض إرادتها وأنها لم تكن تحت أي تهديد كما لم تظهر عليها علامات تعنيف. وبمواجهة الفتاة بالقرائن والحجج انهارت واعترفت بأنها سلّمت نفسها للشبان عن طيب خاطر ولكنها قرّرت في ما بعد توريطهم لغاية في نفسها فاختلقت رواية اختطافها والاعتداء عليها حتى تتفصّى من مسؤولية ما أقدمت عليه. فأحيل جميعهم على أنظار النيابة العمومية لمواصلة الأبحاث.