في حدود الساعة الحادية عشرة والربع من صبيحة يوم أمس الجمعة حلت سيارة خاصة بمنتزه افريقيا كانت تحمل على متنها عددا من الاباء والأمهات الذين سبقوا سيارة أخرى لقريبهم الذي تعهد بنقل أطفالهم. كان الجو بالمنتزه رائعا والمشاهد خلابة. وكان الزوار يتدفقون أفواجا خاصة وأن ذلك اليوم صادف يوم عطلة. ولم يدر بخلد الاباء والأمهات الذين أودعوا أبناءهم عند القريب ان خبرا أليما ومرعبا سينزل عليهم نزول الصاعقة بعد ربع ساعة فحسب من حلولهم بالمنتزه حاملا لهم نعي فلذات أكبادهم ومرافقهم حيث تعرضت سيارتهم إلى حادث فظيع في حدود الكلم 80 على الطريق الرئيسية رقم 1 الرابطة بين تونس وسوسة أي على بعد 10 كلم فحسب من المكان المقصود. الخبر نزل كالصاعقة على الاباء والأمهات وعلى كل الحاضرين. «الشروق» تحولت إلى مكان الحادث وعاينت المخلفات واستقرأت عديد المعطيات من الذين كانوا على عين المكان فأكدوا ان هذا الحادث المريع نتج عن عملية تجاوز أدت إلى حصول تصادم عنيف بين شاحنة من نوع 404 باشي معدة للنقل الريفي والسيارة التي انشطرت إلى نصفين وتوفى جميع ركابها. ولم يكن أحد يقدر على مواصلة النظر إلى هذا المشهد المرعب. فسيول الدماء كانت كثيرة وبقايا لعب الأطفال المتبقية وقفت مدهوشة تتساءل عن مصير أصحابها. وهذه مقدمة السيارة نطقت اثار الدماء التي كستها بفظاعة ما حدث. والوجوم خيم على وجوه الحاضرين ولئن تم نقل الأموات والمصابين على جناح السرعة عبر سيارات الاسعاف إلى مستشفى الحمامات فإن أعوان حرس المرور ببوفيشة حلوا في وقت قياسي بمكان الحادث وأمنوا اجراءات الاسعاف وقاموا على تسريح حركة المرور. وقد أكدوا ل»الشروق» أن الابحاث لازالت جارية لتحديد أسباب الحادث وأفادوا بأن عدد الأموات بلغ 6 في أول احصائية من بينهم 5 من السيارة وواحد من ركاب الشاحنة.