سجل زيت الزيتون رقما قياسيا في التصدير بعد أن تمكن المصدرون الخواص وبالتنسيق مع القطاع العام ديوان الزيت من تصدير أكثر من 90 ألف طن خلال هذا الموسم الذي أشرف على نهايته. ومع هذا الرقم القياسي في تصدير الزيت والذي لم تسجله تونس سابقا بيع زيت الزيتون المحلي خارج حدود الوطن ولأول مرة بأسعار تراوحت ما بين ال3 دنانير وال3 دنانير و700 للتر الواحد وهو سعر لم تسجله زيوتنا من قبل باعتبارها كانت تصدر بسعر لم يتجاوز الدينار و500 مليم على أحسن تقدير. تنسيق في التصدير أهمية التصدير وارتفاع سعر الزيت خارج الحدود فسره نائب رئيس الغرفة الوطنية لمصدري الزيت السيد عبد العزيز المخلوفي بعدة أسباب منها جودة زيت الزيتون التونسي والحوافز والامتيازات المشجعة التي أقرتها سياسة الدولة في السنوات الأخيرة للدفع بحركة التصدير وكذلك بمشاركة رجال الأعمال في المعارض والصالونات المختصة في التغذية وزيت الزيتون بتونس وخارجها وهي المشاركات التي ساهمت في التعريف بجودة الزيت التونسي. ويضيف محدثنا أن التنسيق الذي حصل هذا العام بين القطاع العام ممثلا في ديوان الزيت والقطاع الخاص ممثلا في المصدرين الخواص أعطى ثماره سواء في سعر التصدير أو في القدرة على اقتحام أسواق جديدة وهو ما حصل هذا العام مع أمريكا والكندا علاوة على الأسواق الكلاسيكية ونعني بها الأسواق الأوروبية. تظافر مجهودات ديوان الزيت والمصدرين الخواص والتنسيق بينهما جاء على ضوء وفرة صابة هذا العام التي حققت تقريبا 200 ألف طن من الزيت لتفوق بذلك المعدل السنوي المقدر ب140 ألف طن. آفاق واعدة وتعزى أهمية صابة هذا العام إلى كميات الأمطار المرتفعة التي تم تسجيلها في الفترة الأخيرة ولأهمية الأراضي المخصصة لأشجار الزيتون بالبلاد وعناية سياسة الدولة بالقطاع الفلاحي عموما باعتباره ركيزة أساسية في منظومة اقتصادنا الوطني. فكما هو معلوم تحتل تونس المرتبة الأولى في العالم من حيث الأراضي المخصصة لغراسة أشجار الزيتون إذ تصل إلى ثلث الأراضي الفلاحية (حوالي 1.6 مليون هكتار) تعد 56 مليون شجرة تعتبر 31 بالمائة منها أشجار شابة و54 بالمائة أشجار في طور الإنتاج و15 بالمائة أشجار مسنة. ويحظى قطاع زيت الزيتون بعناية خاصة وهو اهتمام من المنتظر أن يتدعم أكثر في ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية وحرص البلاد التونسية على تحقيق أمنها الغذائي بالتوازي مع السعي إلى التصدير واقتحام الأسواق العالمية بالمنتوجات الفلاحية والصناعات الغذائية بصفة عامة. هذا ويستشرف المصدر عبد العزيز المخلوفي زيادة مرتقبة في التصدير خلال هذه الفترة لتقفز كميات الزيت المصدرة إلى 100 ألف طن وهو استشراف يستند إلى كميات الزيوت المتوفرة بالمعاصر بالرغم من أن الموسم شارف على نهايته بتأخير قدر بشهر ونصف تقريبا. وحسب محدثنا فإن تأخير موسم جني ا لزيتون لن يؤثر على صابة العام المقبل باعتبار أن أكثر من 90 بالمائة من أشجار الزياتين تم جنيها في موعدها العادي ثم ان كميات الأمطار المسجلة في هذا العام ستجعل شجرة الزيتون قادرة على تحقيق إنتاج هام خلال الموسم القادم.