أشار السيد سالم المكي المنسق العام للبرنامج الوطني لتعليم الكبار خلال ندوة صحفية انعقدت امس الى ان الفترة القادمة ستشهد تدارس عدة مقترحات بشأن مستقبل برنامج تعليم الكبار وقال ان عدة آراء سيتم النظر فيها خاصة عقب التقييم النهائي للمخطط التنموي العاشر. وأكد المتحدث ان تعليم الكبار سيتواصل في الفترة ما بعد سنة 2006 بصفة مؤكدة على اعتبار ان المسأة هي مسألة اختيار استراتيجي لا رجعة فيه.وقال المنسّق العام للبرنامج الوطني لتعليم الكبار ان هناك توجه يرى امكانية ان يتوسع البرنامج افقيا في اطار تغيير المحتوى بادخال اختصاات اخرى كالاعلامية واللغات او التدريب على بعض المهن وتنويع المواد بحسب رغبات المتلقين... كما ان افكارا تهم تنويع تعليم الكبار عموديا بمنح الفرصة بصفة استثنائىة لمن يبدي رغبته من المتألقين في مواصلة تعليمهم في اطار التعليم العمومي التقليدي عبر ربط الصلة بين تعليم الكبار والمنظومة التعليمية الوطنية... وأشار السيد المكي الى ان البرنامج سيركّز على الاهتمام بالدراسات العلمية وفي هذا الاطار قال المتحدث انه تم تكليف مركز دراسات علمية بانجاز دراسة بحثية وميدانية حول المحفزات والمعوّقات التي تربط «الشاب الامي» ببرنامج تعليم الكبار، وثمّن المتحدث مبادرة السيد الصادق شعبان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا خلال الندوة الاقليمية الاخيرة لتعليم الكبار ببعث وحدة بحث علمي حول تعليم الكبار وقد تم تكوين الفريق الذي سيبحث بالخصوص في الانعكاسات الايجابية لبرنامج تعليم الكبار على الحياة اليومية بالبلاد وخاصة على النواحي الاقتصادية وأمل المتحدث ان تتطوّر وحدة البحث المشار اليها الى مركز دراسات حول تعليم الكبار على اعتبار البرنامج ليس فقط برنامجا لمحو الامية. وقال المتحدث ان 75% من الدارسين بالبرنامج اعمارهم اقل من 50 سنة وان نسبة من هم دون 30 عاما هي في حدود 32%... وان من يفوق عمرهم ال 70 سنة لا يمثلون سوى نسبة قليلة لا تتجاوز 0.1% وهو ما يؤكد حسب رأي المتحدث ان البرنامج يستقطب حاليا الفئات المستهدفة عند اعلان انطلاق عمله قبل 4 سنوات. وقال السيد المكي ان هناك من يقول ان تعليم الكبار هو تعليم نساء وأشار الى ان ذلك صحيح لأن نسبة 76% من الدارسين هم من الإناث وقال ان ذلك طبيعي بل ومحبّذ على اعتبار ان المرأة هي المتضررة من الامية اكثر من الرجل... ونفى المتحدث الرأي القائل بأن الدارسين في البرنامج لا يتعلمون شيئا كثيرا وقال ان البرنامج يؤدي مهمته بنجاعة كاملة وذلك بالعودة والاستناد الى المقاييس الدولية المعمول بها من قبل منظمة اليونسكو وأكد المتحدث على وجود خبراء تونسيين ودوليين يتابعون سير عمل البرنامج ويقيمون فاعليته.. وأشار الى ان الرأي السائد حاليا لدى الخبراء هو ان برنامج تعليم الكبار في تونس هو من نوعيته يتجاوز الحد المتوسط المطلوب بتدريس ل 500 ساعة لكل دارس... وألمح السيد المتحدث الى ان المكتب الاقليمي لمنظمة اليونسكو ببيروت خلال دراسته التقييمية لأدوات ووسائل تعليم الكبار في 16 دولة عربية قد وضع تونس في مرتبة الصدارة وبتفوّق وقال ان كلفة البرنامج محدودة وهي لا تتجاوز حدود 200 دينار (160 دولارا) للفرد الواحد في حين ان بعض الدول قد تصل فيها هذه الكلفة حدود الألف دولار.. وأشار السيد المكي الى ان البرنامج سيواصل عمله في السنوات القادمة وان هدفه الوصول الى 16% كنسبة امية عامة في البلاد قد وضع على رأس الاهتمامات وقال ان المطلوب منا بدرجة اولى هو القضاء نهائىا على الامين في صفوف الشباب الاقل من 30 سنة والسعي الى التقريب اكثر ما يمكن بين نسبة الامية عند الرجال والنساء. وفي اجابة عن سؤال ل «الشروق» حول وضعية المدرسين في البرنامج والبالغ عددهم 5439 اشار السيد المكي الى ان انتداب هؤلاء كان بشكل واضح وشفاف منذ البداية عن طريق التعاقد وقال: «صحيح ان وضعية هؤلاء غير مريحة... ولكن هناك احساس بضرورة التفكير في مستقبل هؤلاء... وأكد ان الملف موضوع درس عميق من اجل ايجاد حلول ملائمة له بما يتوافق مع الظروف الموضوعية التي تعيشها البلاد... واشار السيد المكي الى ان التعطيل والتأخير في صرف جرايات هؤلاء المدرسين تعود الى تعطيلات إدارية لأنه لا تنطبق على هذه الفئة آليات صرف الجرايات.