شرعت احدى الدوائر الجناحية بمحكمة قبلي الابتدائىة مؤخرا في محاكمة متطبب افريقي بعد ان باع لمريضين قارورتي ماء مقابل 7 آلاف دينار.وأثبتت الابحاث ان المتهم البالغ عمره 40 سنة قدم الى تونس من احدى دول افريقيا السوداء ثم تحول الى مدينة قبلي حيث تعرف على مواطنين تونسيين يقاربانه عمرا. وقد اكد لهما قدرته على معالجة الامراض المستعصية اعتمادا على الماء والقرآن فأشاعا خبره في مدينة قبلي حتى اقنعا مريضين بعرض حالتهما على الافريقي. كان احد المريضين يعاني من مشاكل نفسية حادة وكان الثاني مصابا بالوهن والغثيان مما جعله يقتنع بتعرضه للسحر. وقد اجتمع بهما المعالج الافريقي فحصل من الاول على مبلغ 5500 دينار ومن الثاني على مبلغ 1500 دينار ومكن كل واحد منهما من قارورة ماء عادي كان قرأ عليهما آيات من القرآن ثم طلب منهما ان يدلكا به جسديهما بعد الاستحمام ووعدهما بالشفاء خلال اسبوع من بداية العلاج. وحتى يؤكد لهما مصداقيته اطلعهما على هويته كاملة وجواز سفر ثم ودعهما على امل مقابلتهما بعد الشفاء.»الشفاء على الله»مرّ الاسبوع دون ان تظهر بوادر الشفاء على المريضين فقررا الاتصال بالمعالج لكنهما لم يعثرا له على اثر. وقد خيّرا إعلام النيابة العمومية فأذنت لإحدى الفرق الامنية بالبحث عنه مستعينة في ذلك بهويته وأوصافه. وتمكن اعوان الامن من العثور عليه في مدينة قابس فنقلوه الى مدينة قبلي (مرجع النظر) حيث اعترف بما نسب اليه، ولهذا قررت النيابة العمومية إحالته على المحاكمة بتهمة التحيل. وقد وقف المتهم الافريقي مؤخرا امام احدى الدوائر الجناحية بقبلي فأنكر بعربية فصيحة ما نسب اليه. ولما عارضه رئيس هيئة المحكمة باعترافه السابق (أمام الباحث) تراجع في انكاره واعترف بفعلته واكد انه لا يتحمل مسؤولية في تأخر الشفاء لأنه «يعالج فقط والشفاء على الله» على حد قوله. وقد اكتفت هيئة المحكمة باستجوابه ثم قررت الاستجابة لطلب ممثل النيابة العمومية في تأخير القضية الى موعد لاحق لاستدعاء المريضين الشاكيين والوسيطين.